This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p class="rteright">عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية في بيروت، في وقت مبكر من صباح السبت 23 نوفمبر 2024 (أ ب)</p>
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم السبت إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أدت إلى مقتل 3670 شخصاً على الأقل وإصابة 15413 آخرين منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
اشتباكات الخيام
ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق عدة في جنوب لبنان، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي “حزب الله” والجيش الإسرائيلي في بلدة الخيام القريبة من الحدود في الجنوب التي تعتبرها إسرائيل “بوابة إستراتيجية” كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية اليوم السبت، مع محاولات للجيش الإسرائيلي لتسجيل تقدم فيها، بينما ذكرت وكالة “سانا” أن إسرائيل نفذت غارة على معبر جوسيه في ريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية.
على محور آخر، أفادت الوكالة عن “اشتباكات عنيفة” بين مقاتلي الحزب والجيش الإسرائيلي عند منطقة البياضة في القطاع الغربي لجنوب لبنان، ذات الموقع “الإستراتيجي” أيضاً التي تبعد نحو سبعة كيلومترات من الحدود.
وأوردت الوكالة اللبنانية الرسمية اليوم، “استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على بلدة الخيام، طوال الليل حتى صباح اليوم، ويكاد يستعمل العدو شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة” التي تقع في القطاع الشرقي من جنوب لبنان وتبعد نحو ستة كيلومترات من الحدود.
وقالت الوكالة إن الجيش الإسرائيلي يحاول “في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع”، في موازاة عمليات تفخيخ لمبان ومنازل.
من جهته يحاول “حزب الله” التصدي لمحاولات التقدم الإسرائيلية في البلدة، فأعلن خلال اليومين الماضيين أنه قصف لنحو 20 مرة تجمعات لجنود إسرائيليين في “الخيام” وعند أطرافها.
وأشارت الوكالة الوطنية إلى أن محاولات تقدم الجيش الإسرائيلي باتجاه البلدة ترافقت مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي منذ أول من أمس الخميس.
ومنذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تواصلت محاولات الجيش الإسرائيلي للتوغّل في البلدة، وأفادت الوكالة الوطنية حينها عن دخول “عدد كبير” من الدبابات الإسرائيلية إلى الأطراف الشرقية للبلدة.
وللبلدة خصوصية كونها تضم معتقل الخيام، وهو سجن تولى “جيش لبنان الجنوبي”، وهو ميليشيات محلية تابعة لإسرائيل، إدارته خلال احتلال الأخيرة لجنوب لبنان حتى انسحابها عام 2000.
كاتس يتعهد
في السياق، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اتصال هاتفي السبت مع نظيره الأميركي لويد أوستن، بأن بلاده “ستواصل التحرك بحزم” ضد “حزب الله”.
وقال متحدث باسم الوزير إنه رحب في مكالمته مع أوستن “بالجهود الأميركية لتسهيل التهدئة في لبنان، وأكد التزام إسرائيل باستعادة الأمن ما من شأنه تمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان”. كما أكد كاتس “أن إسرائيل ستواصل التحرك بحزم رداً على هجمات ’حزب الله‘ على المدنيين في إسرائيل”.
من جهته كرر وزير الدفاع الأميركي “التزام” الولايات المتحدة التوصل إلى “حل دبلوماسي في لبنان”.
مقتل قيادي
من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني لبناني أن “قيادياً كبيراً” في “حزب الله” تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت، فجر اليوم السبت، حياً مكتظاً في منطقة البسطة في بيروت.
وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن “الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في حزب الله”، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا.
قصف مكثف
بعد يوم من القصف المكثف الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”، هزت انفجارات عنيفة في وقت مبكر اليوم السبت العاصمة اللبنانية بيروت، واستهدفت سلسلة غارات عنيفة الضاحية الجنوبية للعاصمة.
وتوالت الأنباء عن المستهدف في هذه الغارات، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن عملية اغتيال استهدفت القيادي في “حزب الله” طلال حمية، وأخرى لمّحت إلى أن المستهدف هو الأمين العام للحزب نعيم قاسم، كما تحدثت مصادر أخرى عن أن المستهدف هو القيادي في “حزب الله” محمد حيدر.
وذكرت القناة الـ 12 الإسرائيلية أن الشخصية المستهدفة في غارة وسط بيروت أهم من طلال حمية.
من هو محمد حيدر؟
محمد حيدر، المعروف بلقب “أبو علي حيدر”، هو قيادي بارز في حزب الله، وشغل منصب عضو في مجلس النواب اللبناني بين عامي 2005 و2009، حيث مثّل دائرة مرجعيون – حاصبيا.
ويُعتبر حيدر من الشخصيات المؤثرة داخل الحزب، حيث كان مقرباً من الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله. وتولى مسؤوليات عسكرية وأمنية مهمة، بما في ذلك قيادة قوات الحزب في بيروت وسهل البقاع.
في عام 2019، تعرض لمحاولة اغتيال عندما قصفت طائرتان مسيرتان إسرائيليتان الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أشارت تقارير إلى أن الهدف كان تصفيته.
وبعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت قيادات في الحزب خلال عام 2024، برز دور محمد حيدر كأحد القادة العسكريين الرئيسيين المتبقين، وتولى مع هيثم علي الطبطبائي القيادة العسكرية في جنوب لبنان بشكل غير رسمي.
يُذكر أن محمد حيدر يُعد من النواة العسكرية الأولى للحزب ومن الرعيل المؤسس له، ما يجعله من الشخصيات البارزة في هيكلية الحزب.
قادة
وتحدثت أنباء عن وجود قادة ميدانيين لـ “حزب الله” أثناء استهداف محمد حيدر في غارة البسطة.
قتلى وجرحى
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض في شارع المأمون في البسطة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي مبنى سكنياً، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
وأفيد بسقوط ما لا يقل عن 11 قتيلاً وأكثر من 15 جريحاً في حصيلة أولية للغارة على بيروت.
هجوم جوي
وقالت مصادر أمنية لـ”رويترز” إن أربعة صواريخ في الأقل أطلقت في هجوم جوي على وسط بيروت في وقت مبكر اليوم، وذكر مصدران أن الهجوم استهدف حي البسطة في بيروت.
من جانبها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن ضربة إسرائيلية بخمسة صواريخ استهدفت مبنى سكنياً من ثماني طبقات في شارع المأمون بمنطقة البسطة أدت إلى تدميره بالكامل. وأفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل أربعة في الأقل وإصابة 23 في الهجوم على وسط بيروت.
وتسنى سماع أبواق سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الانفجار في حي البسطة في بيروت. وأظهر مقطع بثته قنوات محلية مبنى واحداً في الأقل منهاراً وعدداً من المباني الأخرى تعرض لأضرار جسيمة.
هذا هو رابع هجوم جوي إسرائيلي خلال أيام يستهدف منطقة وسط بيروت. وأسفر هجوم جوي إسرائيلي الأحد الماضي على حي رأس النبع عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله”.
اشتباكات
في الأثناء، تتواصل الاشتباكات بين مسلحي “حزب الله” والقوات الإسرائيلية في بلدة الخيام جنوب لبنانـ وتحدثت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن قصف مدفعي إسرائيلي ثقيل يستهدف الخيام وسهل مرجعيون وأطراف جديدة مرجعيون والقليعة.
كما أفيد بأن قوة إسرائيلية تحاول التقدم من بلدة شمع (صور) باتجاه البياضة غرباً.
مواجهات
وتحدثت قناة “المنار” التابعة لـ “حزب الله” عن استهداف تحركات الجيش الاسرائيلي عند أطراف بلدة طير حرفا (صور).
في الموازاة، تعرضت بلدة كونين في قضاء بنت جبيل لغارة إسرائيلية، بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع استهدف بلدتي بيت ياحون وعيناتا، وامتد ليطاول مدينة بنت جبيل، حيث أحصي سقوط نحو 50 قذيفة على الأحياء السكنية فيها في غضون ساعتين.
تواصل الإنذارات والغارات
وفي بيروت، توالت الإنذارات الإسرائيلية بالإخلاء، ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بعد ظهر اليوم، إلى إخلاء مبانٍ في الحدث وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، تمهيداً لقصفها.
ولاحقاً استهدفت غارة عنيفة جداً استهدفت مبنى “شمس الدين” – الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واستهدفت غارة إسرائيلية، صباح اليوم أيضاً، محيط الغبيري بالضاحية الجنوبية لبيروت.
جنوباً، تحدثت معلومات عن سقوط إصابات باستهداف مسيرة إسرائيلية شاطئ مدينة صور.
وفي النبطية، قتل خمسة أشخاص في محصلة أولية استهدفت بلدة رومين، ونفذ الطيران المعادي أربع غارات، غارتين على البازورية وغارة على بلدة الشعيتية، وغارة على بلدة البياضة جنوب صور.
وفي البقاع (شرق)، استهدفت غارات عدة سلسلة مناطق في محيط بعلبك.
صلية صاروخية
وأعلن “حزب الله” استهداف تجمع للجيش الإسرائيلي في مستوطنة حانيتا، بصليةٍ صاروخية.
وبعد رصد تحركات لقوة إسرائيلية تحاول التقدم باتجاه بلدة البياضة، اشتبك مسلحو الحزب، وفق بيان، عند الأطراف الشرقية للبلدة مع القوة المتقدمة، مؤكداً تحقيق إصابات.
مواجهة
وفي خضم استمرار المواجهة المفتوحة بين “حزب الله” وإسرائيل منذ شهرين، استهدفت سلسلة غارات جديدة ليل الجمعة – السبت ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء أبنية.
واندلعت حرائق كبيرة بعد الضربات التي سمع دوي انفجارها في أرجاء العاصمة بيروت. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الطيران الإسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت في حين سمع في قلب بيروت وبشرق العاصمة دوي ثلاثة انفجارات في الأقل.
وتعرضت المنطقة وأطرافها لغارات إسرائيلية أمس الجمعة عقب إنذارات بإخلاء أبنية يقع عدد منها في مناطق سكنية وتجارية مكتظة.
وإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تتعرض للقصف بانتظام، وجه الجيش الإسرائيلي الجمعة إنذارات لإخلاء مناطق عدة في جنوب لبنان، حيث يقوم بعمليات توغل برية منذ الـ30 من سبتمبر (أيلول).
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة مقتل خمسة مسعفين من “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله” جراء غارتين على جنوب البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في شرق لبنان، قضى مدير مستشفى دار الأمل وستة من العاملين في المؤسسة الطبية الواقعة قرب بعلبك في قصف جوي إسرائيلي على مقر إقامة المدير الواقع إلى جوار المستشفى، بحسب الوزارة.
يأتي ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في وقت سابق الجمعة مقتل 226 عاملاً صحياً في لبنان في الفترة الممتدة بين السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 حتى الـ18 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان الخميس أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 62 شخصاً وإصابة 111 آخرين، ليصل بذلك إجمالي عدد القتلى منذ أكتوبر 2023 إلى 3645 فضلاً عن 15355 مصاباً.
توغل في الجنوب
وشنت إسرائيل ضربات على مناطق عدة في جنوب لبنان بعد أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية وبلدتين في محيطها.
وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغلت القوات الإسرائيلية في بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة إلى أن “طائرة استطلاع معادية” حلقت فوق البلدة وهي “تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم”.
وتقع دير ميماس التي نزح العدد الأكبر من سكانها المسيحيين منها على وقع التصعيد الإسرائيلي، على بعد 2.5 كيلومتر من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. وهي محاذية لبلدة كفركلا.
وأعلن “حزب الله” الجمعة استهدافه جنوداً إسرائيليين عند مثلث دير ميماس وأطراف كفركلا “بقذائف المدفعية”.
كما أعلن الحزب مساء أن مقاتليه يخوضون “اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية” مع القوات الإسرائيلية في بلدة الجبين، مشيراً إلى أن “الاشتباكات مستمرة”.