البشاري: التجديد يضمن وحدة الأمة

This post was originally published on هسبريس

سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر

“تجديد الاجتهاد ضرورة وليس خيارًا”، وفق محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي أكّد أن “التجديد الفقهي ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة شرعية لضمان استجابة الشريعة لمتغيرات العصر، ومواجهة القضايا الفقهية المستجدة”، مردفا أن “الوحدة الإسلامية ليست شعارًا، بل مسؤولية تتطلب العمل المشترك (…) وتجديد الاجتهاد هو المفتاح الحقيقي لتقارب المذاهب الإسلامية، وإعادة بناء العلاقات على أسس العدل والتعاون”.

جاء هذا خلال مشاركة بشاري في المؤتمر الدولي الثاني لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، المنظم بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، حيث ذكر أن اللحظة التاريخية التي تمر بها “الأمة الإسلامية” تحتاج “تجاوز السجالات المذهبية العقيمة، والانتقال إلى بناء ‘مؤتلف إسلامي فاعل’، قائم على فقه الوحدة في ظل التنوع”، وبالتالي الاجتهاد ليس مجرد خيار فكري، بل “ضرورة استراتيجية لضمان وحدة الأمة الإسلامية”.

وتطرق المسؤول والباحث المغربي إلى سبل تحقيق التقارب الفقهي بين المذاهب، وآليات “تحويل التعدد الفقهي إلى مصدر قوة، بدلًا من أن يكون سببًا في الفرقة”، باستحضار “القواعد الأصولية المشتركة بين المذاهب الإسلامية”، ودور “الاجتهاد التجديدي” في أن يكون “جسرًا للحوار الفقهي وليس ساحة للصراع”.

ومن بين خلاصات الدراسة التي ألقاها المتدخل، توصلت بها هسبريس، كون “الاجتهاد أداة للوحدة وليس للتفرقة”؛ فـ”الاجتهاد لم يكن يومًا عاملًا لتفكيك الأمة، بل كان وسيلة لتوسيع دائرة الفقه الإسلامي، ويجب اليوم أن يكون أداة للتفاهم الفقهي، عبر تعزيز ثقافة فقه الاختلاف، بدلًا من التعصب المذهبي”، كما أن “تجديد الاجتهاد لم يكن يومًا ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة فرضتها طبيعة الشريعة الإسلامية القائمة على المرونة”، ثم سجّل كون “الجمود الفقهي يقود إلى أزمات شرعية في مواجهة النوازل الحديثة”.

ونبهت توصية للبشاري إلى أن الوصول إلى “تحقيق الفقه التوافقي بدلًا من تكريس الجدل الفقهي”، يتطلب إدارة “الاختلاف الفقهي” وفق قواعد أصولية مشتركة مثل: “لا يُنكر المختلف فيه، وإنما يُنكر المجمع عليه”، “الاجتهاد لا يُنقض بالاجتهاد”، “المشقة تجلب التيسير”.

ومن التوصيات التي أوردتها الدراسة كون “الاجتهاد الجماعي هو الحل”، حيث دعا البشاري إلى “تعزيز الاجتهاد الجماعي بين علماء المذاهب المختلفة”، واستحضر مثال “المجامع الفقهية” التي “تمثل نموذجًا ناجحًا لإصدار فتاوى توافقية، تراعي متغيرات العصر، وتحترم التعددية الفقهية”.

واقترحت الورقة توصيات من بينها “إنشاء هيئة علمية دائمة لتجديد الاجتهاد، تضم علماء من مختلف المذاهب”، و”إطلاق منصة إلكترونية للحوار الفقهي، لنشر الفتاوى المبنية على المشترك الأصولي”، و”تطوير مناهج الفقه المقارن، لإدراج قواعد التقريب بين المذاهب ضمن المقررات الدراسية”، مع “تنظيم مؤتمرات دورية لتعزيز ثقافة الاجتهاد الجماعي، وتوسيع دوائر الحوار الفقهي”.

The post البشاري: التجديد يضمن وحدة الأمة appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.