“ولادة دون دماغ”.. إي أجرام لم ترتكبه إسرائيل؟

This post was originally published on وطن

سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر

وطن – في الوقت الذي يتصاعد فيه الدخان من سماء غزة، وفي ظل دويّ الغارات التي لا تتوقف، كُتبت مأساة جديدة على أرض القطاع المحاصر. مأساة لا تشبه القصف، ولا الموت الفوري، بل تنتمي إلى نوع آخر من الإبادة: إبادة التشوه الخَلقي.

في مستشفى العودة الأهلي شمال قطاع غزة، أبصرت الطفلة ملك القانوع النور، ولكن دون دماغ. حالة طبية “صادمة” كما وصفها الأطباء. وجه صغير، عيون بريئة، وجمجمة تنتهي فوق العينين مباشرة. رأس بلا عقل. صدمة بلا تفسير… أو لعل التفسير أقرب مما نتصوّر.

طفلة تولد بـ”نصف رأس”.. في غزة!

قال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن حالة الطفلة “ملك” هي من أخطر حالات تشوه الأجنة التي باتت تُسجل بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، مُحمّلًا القصف المتواصل مسؤولية هذه التحولات الصادمة في صحة الجنين. وأوضح أن الإشعاعات الناجمة عن القنابل الذكية والصواريخ المتفجرة، بما فيها المحظورة دوليًا، قد يكون لها تأثير مباشر على تكوين الأجنة داخل الأرحام.

هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها الجهات الصحية عن زيادة لافتة في معدلات التشوه الخلقي بين مواليد غزة منذ بداية الحرب. ولكن ولادة ملك دون دماغ جعلت هذه التحذيرات تتحوّل إلى ناقوس خطر عالمي.

أسلحة غامضة.. ونتائج كارثية

الخبراء في غزة، ومنهم أطباء نساء وولادة، أكدوا أن غازات سامة ومعادن ثقيلة انبعثت من القذائف والصواريخ التي سقطت على الأحياء السكنية قد تكون السبب المباشر في ما يحدث. هذه المواد، بحسب دراسات سابقة أُجريت في العراق بعد الغزو الأمريكي، تؤدي إلى تشوهات دماغية وخلقية مدمّرة، وهي نفس النتائج التي بدأت تتكرّر الآن في غزة.

وحذّر البرش من أن الحالات المماثلة قد تتضاعف إذا استمر القصف بهذا النمط ودون مساءلة دولية أو حتى رقابة على نوعية الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في القطاع.

غزة تحترق.. والأجنة تدفع الثمن

في ظل حرب إبادة يُستخدم فيها كل شيء، من التجويع إلى التدمير، يبدو أن الأرحام لم تُستثنَ من القصف. وحتى قبل أن ترى الطفلة النور، تجد نفسها ضحية قصف غير مباشر، اسمه: الإشعاع.

لكن الأدهى أن هذا كله يحدث في غياب لجنة دولية مختصة توثّق الجرائم البيئية والصحية للحرب. وكأن ولادة دون دماغ ليست جريمة، بل مجرد رقم عابر في نشرة طبية موجزة.

تكرار لمأساة العراق؟

مدير وزارة الصحة في غزة شبّه ما يحدث حاليًا بما جرى في مدينة الفلوجة العراقية بعد غزو 2003، حيث ارتفعت معدلات التشوهات بين المواليد بشكل مرعب بسبب القنابل المشعة التي استخدمت هناك.

فهل باتت غزة هي الفلوجة الجديدة؟ وهل تتعامل إسرائيل مع القطاع كميدان اختبار لأسلحة سرّية؟ وإذا كانت الطفلة “ملك” بلا دماغ، فمن المسؤول الذي بلا ضمير؟

  • اقرأ أيضا:
ولادة في الشوارع والسيارات.. حوامل غزة ضحايا وحشية الغارات الإسرائيلية

ظهرت المقالة “ولادة دون دماغ”.. إي أجرام لم ترتكبه إسرائيل؟ أولاً على وطن. يغرد خارج السرب.