استُشهدت قبل زفافها.. الصحفية فاطمة حسونة طلبت “موتاً صاخباً” فخلّدها العالم

This post was originally published on وطن

سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر

وطن – فاطمة حسونة، الصحفية الفلسطينية الشابة، تحوّلت من عدسة توثق المجازر في غزة إلى أيقونة إنسانية تتردد قصتها في كل العالم. لم تكن صحفية عادية، بل كانت شاهدة على الألم الفلسطيني وعدسةً تنقل الحقيقة من قلب الركام. وفي لحظة، أصبح الحلم مشروع شهادة، وأصبحت فاطمة نفسها قصة توثقها العدسات التي طالما كانت خلفها.

في رسالة مؤثرة تركتها فاطمة قبل استشهادها، كتبت: “إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا، لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقمًا في مجموعة”، وكأنها كتبت نبوءتها بيدها. استُشهدت فاطمة (25 عاماً) في غارة جوية استهدفت منزلها شمال قطاع غزة، قبل أيام فقط من موعد زفافها. رحلت بعد أن أمضت 18 شهراً في توثيق الحرب والقصف والنزوح، واستشهاد 11 من أفراد عائلتها، ومع ذلك لم تترك الكاميرا من يدها.

قبل ساعات من استشهادها، كانت فاطمة تتلقى خبراً عن اختيار فيلمها الوثائقي للمشاركة في مهرجان “كان” السينمائي العالمي. الفيلم بعنوان “ضع روحك على يدك وامشِ”، من إخراج الإيرانية سبيده فارسي، وقد استند إلى تسجيلات ومحادثات مصوّرة معها، وثّقت خلالها معاناة غزة وعدوان الاحتلال.

أعمال فاطمة حظيت باهتمام عالمي، حيث نُشرت في منصات ومواقع دولية، وشاركت في معارض عالمية. لم يكن استهدافها صدفة، بل هو اغتيالٌ مدبّر لعدسةٍ وصلت صوت غزة إلى الخارج، ووثّقت بالصورة فظائع الاحتلال التي حاول طمسها.

فاطمة ليست رقماً.. بل كانت روايةً، وشهادةً حيةً على صمود شعبها. استشهادها أشعل مواقع التواصل، وتحوّلت كلماتها الأخيرة إلى أيقونة. فاطمة التي حلمت بموتٍ صاخب، نالت الخلود الذي تمنته، وكتبت في غيابها درساً لكل من اختار الكاميرا سلاحًا، وللذين ما زالوا على قيد العدسة والحق.

  • اقرأ أيضا:
“كأنّه كان يودّعنا”.. شاب غزي يُفجع القلوب برسائل عن الموت قبل استشهاده!

ظهرت المقالة استُشهدت قبل زفافها.. الصحفية فاطمة حسونة طلبت “موتاً صاخباً” فخلّدها العالم أولاً على وطن. يغرد خارج السرب.