This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p class="rteright">غارات متواصلة على ضاحية بيروت الجنوبية (أ ب)</p>
ظهرت مؤشرات أولية إلى تقدم في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار في لبنان على رغم استمرار إسرائيل في قصف معاقل “حزب الله“.
نجدد الغارات
وتجددت الغارات الإسرائيلية صباح اليوم الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً لسكان المنطقة لإخلائها، وجاءت الغارات بعد نحو ساعة على نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذار إخلاء مرفقاً بخرائط وجه فيه تحذيراً إلى سكان المنطقة قائلاً “أنتم توجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”، محذراً من ضربات وشيكة على منطقة الغبيري.
وتحدثت “الوكالة الوطنية للإعلام” عن غارة ثانية عنيفة شنها الطيران الإسرائيلي واستهدفت الغبيري قرب الطيونة قبالة حرج بيروت وتسببت بانهيار مبنى بالكامل وسمع صداها في أرجاء العاصمة.
جنوباً، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية مستهدفة تبنين (صور)، وبلدة سيناي، وأطراف بلدة حبوش في قضاء النبطية، كما تعرضت بلدتا الخيام وبريقع (جنوب) لغارة جوية.
وأفيد بان إحدى الغارات استهدفت محيط مقر بلدية الغبيري وشارع الغبيري الرئيس.
وواصلت إسرائيل شن هجماتها المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت لليوم الثالث على التوالي. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة استهدفت مستودعات أسلحة ومقراً عسكرياً ومنشآت بنية تحتية أخرى تستخدمها جماعة “حزب الله”.
وفي مؤشر قد يبعث على التفاؤل قال مصدران سياسيان لبنانيان كبيران لـ”رويترز” إن السفيرة الأميركية لدى لبنان قدمت الخميس مسودة مقترح لهدنة إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، من دون الكشف عن تفاصيل.
وأوضح المصدران أن المسودة هي أول مقترح مكتوب من واشنطن لوقف القتال بين إسرائيل و”حزب الله” منذ أسابيع عدة في الأقل. وقال أحدهما إن هدف المسودة هو الحصول على ملاحظات من الجانب اللبناني. وعندما سئل متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت عن المسودة، قال “الجهود مستمرة من أجل التوصل لاتفاق دبلوماسي”.
غارات متواصلة
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا أمس الخميس في غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً للدفاع المدني في منطقة بعلبك في شرق لبنان، حيث أحصى رجال الإنقاذ ثمانية عناصر من المركز بين القتلى.
وقال بيان صادر عن وزارة الصحة إن غارة إسرائيلية على مركز للدفاع المدني في دورس أدت إلى سقوط 12 قتيلاً. ونددت الوزارة بـ”الاعتداء الاسرائيلي الثاني على منشأة إسعافية صحية في أقل من ساعتين” بعد غارة أودت بأربعة في هيئة صحية تابعة لـ”حزب الله” في بلدة عربصاليم في جنوب لبنان.
وقتل ستة أشخاص بينهم أربعة مسعفين في جمعية “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة لـ”حزب الله”، جراء غارة إسرائيلية طالت بلدة عربصاليم في جنوب لبنان، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.
وقال “حزب الله” في بيان أمس الخميس إنه استهدف قاعدة تل حاييم التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي والواقعة بتل أبيب “بصلية من الصواريخ النوعية”.
لاريجاني في بيروت
في التحركات، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيرانية علي لاريجاني الذي وصل بيروت آتياً من دمشق، في حضور المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني في منطقة الشرق الأوسط السفير محمد رضا شيباني.
وثيقة
وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن أن الرئيس الأَميركي المنتخب دونالد ترمب التقى مبعوث إسرائيل رون ديرمر وأكد عدم معارضته وثيقة التسوية مع لبنان.
قلق أميركي
وأعربت الولايات المتحدة أمس الخميس عن قلقها جراء الغارات التي تشنها إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية، مشيرة إلى أنها تعارض هذه الهجمات على مناطق لبنانية ذات كثافة سكانية.
وأجاب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل عندما سئل عن هذه الغارات بالقول “بالتأكيد لدينا قلق”. وأضاف “سمعتمونا نقول مرة بعد أخرى أننا لا نريد أن نرى هذا النوع من العمليات (العسكرية) في بيروت، وبخاصة أنها تتعلق بمناطق ذات كثافة سكانية عالية”.
الأمم المتحدة ستعزز “يونيفيل” بعد التوصل إلى هدنة في لبنان
وقالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أمس الخميس إن شخصين أو ثلاثة أشخاص مجهولين أطلقوا نحو 30 رصاصة تجاه جنود حفظ السلام الذين ردوا بإطلاق النار، و”من ثم تابعوا سيرهم إلى الأمان”. وأضافت “يونيفيل” في بيان أنه لم يتعرض أحد لإصابات وأنها فتحت تحقيقاً.
وقال وكيل أمين عام الأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام جان بيير لاكروا أمس الخميس إن المنظمة الدولية تعتزم تعزيز بعثتها لحفظ السلام في لبنان لدعم الجيش اللبناني بصورة أفضل بمجرد الاتفاق على هدنة، لكنها لن تفرض مباشرة وقفاً لإطلاق النار.
وأضاف للصحافيين خلال زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام “أعتقد أنه يتعين أن يكون هذا الأمر واضحاً جداً. تنفيذ القرار 1701 هو مسؤولية الأطراف… تلعب قوات ‘يونيفيل’ دوراً داعماً، وهناك الكثير من الأمور الجوهرية في هذا الدور الداعم”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن بعثة حفظ السلام ستعمل مع الجيش اللبناني “لدعم تنفيذ تسوية” وأجرت بالفعل مناقشات مع الدول المساهمة لتقييم احتياجات “يونيفيل”، ومنها التكنولوجيا المتقدمة، من دون زيادة أعداد القوات بالضرورة.
وفي أعقاب هدنة يمكن تعزيز قدرات يونيفيل لتشمل إزالة العبوات الناسفة وإعادة فتح الطرق. وقال لاكروا “لا نفكر بالضرورة في الأعداد، بل نفكر فيما يتعلق بما ستكون عليه الاحتياجات وكيف يمكن تلبيتها”.
وأضاف أن الأمم المتحدة وعدداً من الدول الأعضاء دعت مراراً جميع الأطراف إلى ضمان سلامة قوات حفظ السلام، وبينما لم تتوقف الحوادث فإن الإدانة الدولية اللاحقة لها لم تزد.
جعجع يدعو “حزب الله” إلى التخلي عن سلاحه
من جانبه قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إن “حزب الله” يجب أن يتخلى عن أسلحته في أسرع وقت ممكن لإنهاء حربه المستمرة منذ عام مع إسرائيل وتجنيب لبنان مزيداً من الموت والدمار.
وتحدث جعجع، وهو أشد معارض سياسي لـ”حزب الله” في لبنان، لـ”رويترز” أمس الخميس في منزله ومقر حزبه بمنطقة معراب الجبلية بشمال بيروت، في وقت كانت إسرائيل تنفذ فيه سلسلة ضربات على مناطق يسيطر عليها “حزب الله”. وقال “مع تدمير كل البنى التحتية لـ’حزب الله’ ومخازنه، يدمر جزء كبير من لبنان. هذا هو الثمن”. ويقول منتقدو “حزب الله” في لبنان، مثل جعجع، إن الجماعة جرت لبنان من جانب واحد إلى حرب جديدة بعد أن بدأت في إطلاق النار على إسرائيل تضامناً مع حركة “حماس” في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.
وتعهدت جماعة “حزب الله” بمواصلة القتال وقالت إنها تدافع عن لبنان ضد الهجوم الإسرائيلي، وإنها لن تلقي سلاحها ولن تسمح لإسرائيل بتحقيق مكاسب سياسية على خلفية الحرب.
وقال جعجع إن الضغوط الشديدة التي فرضتها الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتوسعت منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي لتشمل التوغلات البرية في جنوب لبنان قدمت فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح. وأضاف “إذا كانت التحديات والأثمان الكبيرة التي ندفعها قد تتيح لنا فرصة لاستعادة الوضع الطبيعي، فلا بد من الاستفادة منها”.
ودعا “حزب الله” والدولة اللبنانية إلى تطبيق الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية سريعاً وحل الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة. وأضاف “هذا أقصر طريق لإنهاء الحرب. وأقل طريق كلفة على لبنان وعلى الشعب اللبناني هو هذا الطريق”.
وتركزت الجهود الدبلوماسية المتعثرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على قرار الأمم المتحدة 1701 الذي أنهى آخر صراع دموي بين “حزب الله” وإسرائيل في عام 2006.
وأكدت إسرائيل أنها هذه المرة تريد مواصلة تنفيذ الضربات ضد تهديدات “حزب الله” حتى لو تم الاتفاق على هدنة.
وقال جعجع إنه يعارض منح إسرائيل هذا الخيار، لكنه قال إن لبنان لا يملك سوى القليل من القوة لمنعها، بخاصة إذا بقيت الذريعة في صورة الوجود المسلح لـ”حزب الله”.
حرب أهلية
وعلى رغم من معارضته المستمرة منذ عقود لجماعة “حزب الله”، قال جعجع إنه يعارض أن ينزع الجيش اللبناني سلاح الجماعة قسراً. واستبعد جعجع حرباً أهلية جديدة في لبنان وقال إن “النزوح الكبير” قد يؤدي إلى “مشكلة هنا أو هناك، لكنها مشكلات مثل المعتاد”.
وفر أكثر من 1.2 مليون شخص من الضربات الإسرائيلية العنيفة على جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي والضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، قامت القوات الإسرائيلية بعمليات توغل في جنوب لبنان وطوقت قرى بأكملها بالمتفجرات وفجرتها تاركة مدناً حدودية في حالة خراب.
ويقول “حزب الله” إنه تمكن من إبعاد القوات الإسرائيلية عن طريق منعها من السيطرة على أي أرض في جنوب لبنان.
لكن جعجع اختلف مع تلك القراءة، قائلاً إن العقيدة العسكرية الجديدة لإسرائيل هي دخول المناطق وتنفيذ العمليات والمغادرة، وإن المرحلة التالية من الحرب قد تشهد ضرب قرى أعمق في لبنان.
وقال إن القوة العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية ستمنحها دائماً ميزة على جماعة “حزب الله”، حتى لو أعادت الجماعة تسليح نفسها. وتساءل “هل لديك القدرة على دخول سباق التسلح هذا؟”.