This post was originally published on عرب اوتو
سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر
شهد التحالف بين رينو ونيسان في السنوات الأخيرة تحولات جذرية، بدءًا من الأزمات الإدارية التي عصفت به بعد فرار كارلوس غصن عام 2018، مرورًا بالمحاولات الفاشلة لإعادة هيكلة العلاقة عبر مشاريع اندماجية طموحة، ووصولًا إلى المرحلة الحالية التي يُعيد فيها الطرفان تعريف شراكتهما بعيدًا عن النموذج التقليدي. كان التحالف يحلم بإنشاء كيان عملاق يضاهي مجموعات مثل فولكس واجن و تويوتا، ثم جاء الفشل لمفاوضات الاندماج مع هوندا ليُظهر حدود هذا النموذج، ويدفع رينو ونيسان نحو تبني استراتيجية أكثر واقعية تقوم على المرونة والاستقلال النسبي.
كشفت محادثات الاندماج مع هوندا عن اختلافات عميقة في الرؤى الثقافية والفنية، حيث وجدت نيسان نفسها عاجزة عن التكيف مع النموذج الياباني الصارم الذي تتبناه هوندا، بينما أدركت رينو أن الدخول في تحالفات معقدة قد يُهدد هُويتها الأوروبية. وكانت النتيجة أن انسحبت هوندا من المفاوضات، تاركة التحالف أمام خيارين: إما الاستمرار في حلم التوسع الأفقي غير المدروس، أو إعادة ترتيب الأوراق مع التركيز على نقاط القوة المشتركة والاحتفاظ بالاستقلالية.
تأتي اليوم الصفقة الهندية ومشروع توينجو الكهربائي كتتويج للمنحى الجديد؛ اختارت رينو ونيسان تعزيز التعاون في مشاريع محددة تُحقق المنفعة للطرفين دون التخلي عن سيطرتهما على أصولهما الأساسية. إنه تحول من عقلية التحالف ككيان موحد إلى الشراكة المرنة، وهو الدرس الذي تعلّمه الطرفان بعد فشل تجربة هوندا.
الهند: محطة رئيسية في خطة رينو الدولية
بموجب الاتفاقية، ستستحوذ رينو على الحصة البالغة 51% التي تمتلكها نيسان في شركة رينو نيسان أوتوموتيف إنديا برايفت ليمتد (RNAIPL)، لتصبح المالك الوحيد للمصنع الواقع في تشيناي. ومع ذلك، ستستمر نيسان في تصنيع سياراتها هناك، بما في ذلك طراز نيسان ماجنايت، كما أكدت التزامها بالسوق الهندية عبر تعزيز التغطية التسويقية وخدمات ما بعد البيع.
يُعد المصنع، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية أكثر من 400 ألف وحدة سنويًا، جزءًا أساسيًا من استراتيجية رينو المسماة 2027 International Game Plan. ومن المقرر أن يستضيف المصنع قاعدة CMF-B الجديدة بدءًا من العام المقبل، مع إطلاق أربعة طرازات جديدة. وفقًا للمركز الإعلامي لرينو، فإن هذه الصفقة ستُسهم في تعزيز التدفق النقدي بحلول نهاية النصف الأول من 2025، مع الحفاظ على توجُّهات المجموعة المالية.
توينجو: تعاون جديد يعزز مكانة أمبير في السيارات الكهربائية
في إطار التعاون التقني بين الشركتين، ستقوم أمبير، الذراع الكهربائي لرينو، بتطوير وإنتاج نسخة مشتقة من سيارة توينجو الكهربائية المصممة من قبل نيسان، وذلك بحلول عام 2026.
شملت التعديلات على اتفاقية التحالف خفض الحد الأدنى للأسهم المحتفظ بها بين الشركتين من 15% إلى 10%، مما يمنح كلا الطرفين مرونة أكبر في إدارة حصصهما. كما أُعفيت نيسان من التزامها الاستثماري في أمبير، مع الحفاظ على المشاريع التقنية المشتركة.
تُظهر هذه الخطوات تحول التحالف نحو نموذج أعمال أكثر رشاقة، مع الحفاظ على روح التعاون التي بدأت قبل عقود.
في هذا السياق، تُعتبر الهند نموذجًا واضحًا لهذه الفلسفة الجديدة: فبينما تستعيد رينو السيطرة الكاملة على مصنع تشيناي، تحتفظ نيسان بحقوق التصنيع والتطوير فيه، مما يُحقق مصالح الجميع دون الدخول في صراعات إدارية. أما مشروع توينجو، فهو دليل آخر على أن المستقبل يكمن في التعاون التقني الموجّه بدلًا من الاندماج الكلي.
The post تحالفٌ يتجدد: رينو تسيطر على مصنع نيسان في الهند وتعاونٌ في مشروع توينجو first appeared on Arabs Auto.