This post was originally published on عرب اوتو
سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر
أعلنت هوندا ونيسان وميتسوبيشي عن بدء المفاوضات بخصوص اندماج يُكوِّن شركة قابضة واحدة من المُفترض أن تصبح ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم.
استبق كارلوس غصن -الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان- بدء مفاوضات تحالف هوندا ونيسان بنظرة مُتشائمة. قد يكون ذلك بالطبع لمعرفة الرجل ودرايته بمُجريات الأمور، ورُبما يكون ببساطة ردة فعلٍ ناقمةٍ على ما آل إليه بعد توجيه تهمٍ له بالاحتيال الضريبي وهروبه من اليابان. لذا سنحاول هُنا مُناقشة الموضوع بحيادة قدر الإمكان، علمًا بأن إعلان الشركات اليابانية الثلاثة يتحدَّث عن استضافة مناقشات على مدار الأشهر الستة المُقبلة حول إمكانية الاندماج.
تحالفٌ قوي سيُكتب له النجاح
إن أثمرت المُناقشات بالنجاح سيتم الاندماج بحلول عام 2026 ليخلق شركة بقيمة 50 مليار دولار. والهدف وفقَ المؤتمر الصحفي هو: “الحفاظ على القدرة التنافسية العالمية وتمكين الشركات من الاستمرار في تقديم منتجات وخدمات أكثر جاذبية للعملاء في جميع أنحاء العالم”.
في الواقع، كانت الشركات الثلاث أعلنت في أغسطس الماضي عن شراكة لتطوير المركبات الكهربائية والبرمجيات في (رابط الخبر)، وانتعشت أسهم نيسان مع هذا الإعلان لتزيد قيمتها بأكثر من 20%.
يُقارب إنتاج هوندا ونيسان وميتسوبيشي السنوي نحو 8 ملايين مركبة، وهذا يعني أن الشركة الأم “الجديدة” ستُبصر النور مُباشرة كثالث أكبر مُنتج للسيارات في العالم – خلف تويوتا ومجموعة فولكس فاجن. ويبدو أن ماكوتو أوشيدا – الرئيس الحالي لـ نيسان مُتحمِّس تمامًا: “يمثل اليوم لحظة محورية، نبدأ المناقشات حول التكامل التجاري الذي يستطيع تشكيل مستقبلنا. وإذا تحقَّق ذلك، أعتقد أنه من خلال توحيد نقاط القوة في كلتا الشركتين، يمكننا تقديم قيمة لا مثيل لها للعملاء في جميع أنحاء العالم. معًا، يمكننا خلق طريقة فريدة لهم للاستمتاع بالسيارات التي لا يمكن لأي شركة تحقيقها بمفردها”.
سيعني التحالف المُنتظر زيادة القدرة التنافسية للشركة الأم، ويعزز وضعها ضد المنافسين العالميين، وخاصة في سوق المركبات الكهربائية الآخذة بالرواج، ومنافسة أمثال BYD وتسلا. كما سيكون هُناك تجميع للموارد والبحث المُشترك لتسريع التطوير المركبات وتقنيات القيادة الذاتية. ينتهي ذلك بالطبع بـ تآزر تشغيلي يؤدي إلى كفاءة أعلى وزيادة الربحية، علمًا بأن التقديرات تشير إلى نحو 6.4 مليار دولار.
محاولة يائسة من نيسان قد تجر هوندا للهاوية، وميتسوبيشي تلهو في الخلف!
بالرغم من كل ما سبق، قد يجد البعض في فكرة التحالف محاولة يائسة من نيسان للنجاة، فهي تعاني بالفعل من تدهور مالي، كان أشار له كارلوس غصن. سرَّحت نيسان مؤخرًا 9000 موظف وخفضت الإنتاج بواقع 20%. ويبدو أن هوندا تَعِي التحدِّيات تمامًا، فقد وضّح وشيهيرو ميبي -الرئيس التنفيذي لـ هوندا، أن هذا الإعلان يمثل فقط بداية محادثات الاندماج، مضيفًا أن “احتمال عدم تنفيذ ذلك ليس صفراً“.
ثم إن هوندا كانت دائمًا لوحدها، وتعاونها مع جنرال موتورز لم يُثمر وتم إيقاف العمل به. هُناك بالفعل تحديات في الثقافية المؤسسية والأنماط التشغيلية بين الشركات الثلاث، ومخاطر تنفيذ التحول المالي لنيسان واردة، فالشركات الثلاثة تُقدِّم مُنتجات مُتشابهة، وتستهدف ذات الأسواق.. بعبارة أخرى لا يوجد تكامل بين الشركات يُفيدها، بل وتبدو ميتسوبيشي عاجزة حتى عن تقديم دعمٍ واضحٍ لفكرة المحادثات.
ما الذي ننتظره؟
أفادت وكالة أسوشيتد برس أن هوندا ستقود الإدارة الجديدة في البداية، مع بذل جهودٍ للاحتفاظ “بمبادئ وعلامات كل شركة”. ومن المتوقع أن يتم تشكيل الشركة الأم الجديدة من خلال نقل أسهم مشترك، بنسبة لم يتم تحديدها بعد، فإن وافق المساهمون على ذلك، سيتم إدراج الكيان الجديد في بورصة طوكيو في أغسطس 2026.
بعد الاندماج، ستظل هوندا ونيسان وميتسوبيشي علامات تجارية مميزة، وتتشارك المنصات ومجموعات نقل الحركة عبر تشكيلاتها. ستعمل القواعد المشتركة على تقليل التكاليف والتعقيد، وستتعاون العلامات التجارية في البحث والتطوير والإنتاج، مع دمج شبكة سلسلة التوريد الخاصة بها.
يمكن أن يصبح الاندماج الجديد المعادل الياباني لمجموعة فولكس فاجن أو ستيلانتيس، مع تكوين العلامات التجارية لعلاقات أوثق مقارنة بالشراكة بين تويوتا وسوزوكي ومازدا وسوبارو. هذا وننتظر التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول يونيو 2025.
The post تحالف هوندا نيسان ميتسوبيشي.. إلى أين؟ first appeared on Arabs Auto.