This post was originally published on الإندبندنت عربية

<p>إعادة تأهيل الطريق الدولي الرابط بين اليمن والسعودية (مواقع التواصل)</p>
اقتربت السعودية من تحويل “طريق الموت” الرابط بين محافظتي حضرموت ومأرب، المار بمنطقة العبر (شرق اليمن) إلى شريان يضخ الحياة في الجسد اليمني عقب عقود من الفجائع التي سببها الطريق المتهالك جراء الحوادث المرورية المروعة التي راح ضحيتها العشرات.
وتتواصل الأعمال الإنشائية التي تسير بوتيرة عالية ومواصفات دولية أدخلت البهجة في نفوس اليمنيين، مقتربة من نهاية المرحلة الثانية للمشروع الذي بدأ عام 2020 بإنجاز المقطع الأول من مشروع توسعة وإعادة تأهيل طريق العبر بطول 50 كيلومتراً الممتد من منطقة الضويبي حتى منطقة العبر في اليمن، إضافة إلى المقطع الثاني من منطقة غويربان وحتى منطقة الضويبي بطول 40 كيلومتراً، ومقطع المختم غويربان بطول 40 كيلومتراً.
كذلك شمل الدعم السعودي مشروع إعادة تأهيل منفذ الوديعة بتمويل وإشراف من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
ويعد طريق العبر شرياناً رئيساً يربط بين محافظات يمنية عدة، كذلك يربط اليمن بالجارة السعودية عبر منفذ الوديعة الحدودي بمحافظة حضرموت، بعد توقف العمل بمنفذي البقع بمحافظة الجوف والطوال بمحافظة حجة (شمال) منذ عام 2015، ويعد المنفذ مركزاً للتجارة والشحن بين اليمن والدول المجاورة.
استغاثة مستجابة
المشروع الذي استبشر به اليمنيون يأتي للحد من الأخطار والأضرار الناجمة عن تهالك “طريق الموت”، وافتقاره إلى أساسات السلامة والإسهام في تسهيل التنقل والحركة التجارية وخفض نسبة الحوادث ورفع مستوى السلامة والربط الحيوي والآمن بين المدن، وتبلغ كلفته نحو 36 مليون ريال سعودي (9.6 مليون دولار) كاستجابة لسلسلة مناشدات أطلقها السكان للحد من أخطار الطريق المدمرة التي مثلت كابوساً يؤرق مئات المسافرين يومياً عبر هذا الشريان البري بفعل عقود من الإهمال والنسيان.
ويدعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قطاع النقل في اليمن بمشاريع ومبادرات تنموية شاملة تخدم مختلف مجالات القطاع من موانئ ومنافذ ومطارات وطرق، أسهمت في تحسين مستوى النقل والبنية التحتية والفرص اللوجيستية والنقل الآمن للأفراد، إضافة إلى تعزيز القدرة على الوصول إلى الخدمات والأسواق للمواطنين وتعزيز الروابط الاجتماعية والحركة التجارية والاقتصادية.
وكان السفير السعودي لدى اليمن، محمد سعيد آل جابر، المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أكد أن طريق العبر أصبح طريقاً للحياة، مؤكداً أن البرنامج أنجز المرحلة الأولى من إعادة تأهيل الطريق.
تدخلات متعددة
ولم يكن هذا الدعم الوحيد من نوعه، فإسهامات البرنامج السعودي متعددة في قطاعات الطرقات على وجه الخصوص في محافظات عدة، منها تعز والمهرة وحضرموت، ضمن جهود البرنامج لتنمية وإصلاح البنية التحتية لليمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعمل البرنامج في سبعة قطاعات أساس وحيوية بالتعاون مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية لرصد حاجات اليمنيين في كل المحافظات التي على ضوئها تُختار المشاريع التنموية.
ووفقاً للحكومة اليمنية الشرعية، فإن مشاريع ومبادرات البرنامج السعودي في قطاع النقل والتنمية المختلفة تمثل رافداً من روافد الاقتصاد اليمني، ودعم القطاعات الخدمية والحيوية والإنسانية التي خففت من الآثار المدمرة التي سببها الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وفي زيارة له في سبتمبر (أيلول) 2024 أشاد رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، خلال زيارته الموقع بمستوى الإنجاز في مشروع “طريق الحياة”، ووفقاً لمسؤولين في البرنامج السعودي فإنه بعد الانتهاء من المرحلة الثانية سيشرع العمل في المقطع الأخير بمسافة ٤٠ كيلومتراً ليكمل إعادة التأهيل لمسافة ١٣٠ كيلومتراً، مؤكدين أن الطريق يخدم ما يقرب من ١١ مليون شخص بشكل مباشر وغير مباشر، ويسهل عملية انتقال السلع والخدمات ما بين المحافظات، ويقلل الأضرار البشرية والخسائر المادية التي كان يعانيها كثر جراء الحوادث المتصاعدة بسبب تهالك البنية التحتية وسوء كبير في طبقات الرصف للطريق.
إحصاء مروع
وفي منتصف عام 2021 كشف تقرير رسمي عن إحصاء الحوادث المرورية المسجلة لدى شرطة السير بوادي حضرموت خلال النصف الأول من العام الحالي.
وحسب التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، فإن الحوادث المرورية المحصاة خلال ستة أشهر فقط بلغت 62 حادثة مرورية نتج منها 31 حالة وفاة و88 إصابة بين بليغة وخفيفة معظمها على طريق العبر الدولي الرابط بين اليمن والسعودية، وهو الإحصاء الذي يكشف مدى دقة وصفه بطريق الموت، فضلاً عن خسائر مادية قدرت بمئات الملايين.