تعقب أصول أجهزة “البيجر” المنفجرة في لبنان يمتد إلى بلغاريا والنرويج

This post was originally published on الإندبندنت عربية

<p class="rteright">ذكرت تقارير إعلامية بلغارية إن شركة "نورتا غلوبال" في صوفيا سهلت بيع أجهزة "البيجر" لـ"حزب الله" (أ ف ب)</p>

قال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لـ “رويترز” إن جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” زرع كميات صغيرة من المتفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال “بيجر” تايواني الصنع طلبها “حزب الله” قبل أشهر من التفجيرات التي وقعت الثلاثاء الماضي.

وقال المصدر الأمني اللبناني الكبير إن الحزب طلب خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة “غولد أبولو” التايوانية، وتقول مصادر عدة إنها وصلت إلى البلاد في الربيع.

وعرض المصدر الأمني اللبناني الكبير صورة للجهاز، وهو من طراز “إيه.آر924″، وهو مثل أجهزة المناداة الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكيا، لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.

“في مرحلة الإنتاج”

لكن المصدر اللبناني الكبير قال إن الأجهزة تم تعديلها “في مرحلة الإنتاج” من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي، وأضاف “الموساد قام بحقن لوح داخل الأجهزة يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شيفرة من الصعب جداً اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي”، وتابع أن أن ثلاثة آلاف من أجهزة “البيجر” انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة أدت إلى تفعيل المواد المتفجرة بشكل متزامن.

وقال مصدر أمني آخر إن ما يصل إلى ثلاثة غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة الاتصال الجديدة.

واليوم الجمعة، قال جهاز الأمن البلغاري، إنه لم يتم استيراد أو تصدير أو تصنيع أي أجهزة اتصال لاسلكية “بيجر” في بلغاريا من تلك التي استخدمت في هجوم لبنان.

بلغلريا والنروج

وأصبحت بلغاريا والنرويج بؤرتي تركيز جديدتين في عملية تعقب عالمية لتحديد الجهة التي زودت “حزب الله” بالآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي انفجرت في لبنان هذا الأسبوع في ضربة قوية للجماعة اللبنانية.

وقالت مصادر أمنية إن إسرائيل مسؤولة عن الانفجارات التي وقعت يوم الثلاثاء وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف وزادت من حدة الصراع المتصاعد بين الجانبين. ولم تعلق إسرائيل مباشرة على الهجمات.

ولم تتضح بعد الكيفية التي تم بها تنفيذ الهجوم على أجهزة “البيجر” أو بمساعدة من، وذلك على رغم وجود خيوط محتملة حتى الآن في تايوان والمجر وبلغاريا.

وقال وزير الاقتصاد التايواني اليوم الجمعة إن المكونات المستخدمة في صنع آلاف من أجهزة “البيجر” التي انفجرت في لبنان لم تصنع في تايوان. وأخبر وزير الاقتصاد كيو جيه-هوي الصحافيين أن “المكونات هي الدوائر المتكاملة منخفضة التكلفة والبطاريات”.

وعندما سئل عما إذا كانت مكونات أجهزة “البيجر” التي انفجرت مصنوعة في تايوان، قال “أستطيع أن أقول بيقين إنها لم تصنع في تايوان”، مضيفاً أن السلطات القضائية تحقق في الأمر.

كذلك لم تتضح كيفية وتوقيت زرع متفجرات في أجهزة الاتصال ليتسنى تفجيرها عن بعد. ويظل السؤال نفسه مطروحاً بشأن مئات أجهزة الاتصال المحمولة التي يستخدمها “حزب الله” والتي انفجرت الأربعاء في موجة ثانية من الهجمات.

نظريات

وتشير إحدى النظريات إلى أن أجهزة “البيجر” تم اعتراضها وزرع متفجرات بها بعد خروجها من المصانع. وهناك نظرية أخرى تقول إن إسرائيل هي التي خططت لـ “سلسلة التوريد القاتلة” بأكملها.

وقالت السلطات البلغارية أمس الخميس إن وزارة الداخلية وأجهزة الأمن فتحت تحقيقاً في احتمال صلة إحدى الشركات بالمسألة. ولم تكشف السلطات عن اسم الشركة التي تحقق معها.

وذكرت تقارير إعلامية محلية أن شركة “نورتا غلوبال” المحدودة، ومقرها صوفيا، سهلت بيع أجهزة “البيجر” لـ”حزب الله”.

وذكرت قناة “بي تي في” البلغارية نقلاً عن مصادر أمنية الخميس أن 1.6 مليون يورو (نحو 1.8 مليون دولار) مرتبطة بعملية الشراء مرت عبر بلغاريا قبل تحويلها إلى المجر. ولم يتسن بعد تأكيد تقرير القناة.

وتعذر إرسال رسائل إلكترونية إلى عنوان البريد الإلكتروني الخاص بشركة “نورتا غلوبال” المدرج في سجلات الشركة البلغارية. وامتنع مؤسس الشركة عن التعليق.

وأظهرت صور لأجهزة “البيجر” المنفجرة شكلاً يتوافق مع الأجهزة التي تصنعها شركة “غولد أبولو” التايوانية. وقالت الشركة الأربعاء إن أجهزة “البيجر” من صنع شركة “بي أي سي كونسلتينغ”، ومقرها العاصمة المجرية بودابست.

وقالت مالكة الشركة ورئيستها التنفيذية، كريستيانا بارشون أركيدياكونو، لشبكة “أن بي سي نيوز” الأربعاء إن شركتها تعمل مع شركة “غولد أبولو”، لكنها لا علاقة لها بتصنيع أجهزة “البيجر”. وأضافت “أنا الوسيط فحسب. أعتقد أنكم أخطأتم في فهم الأمر”.

“نورتا غلوبال” نسقت عملية البيع

وذكر موقع “تيليكس” الإخباري المجري نقلاً عن مصادر أن شركة “نورتا غلوبال” المحدودة نسقت عملية البيع.

 

ولدى شركة “نورتا” مقراً مسجلاً في بلغاريا بمبنى سكني في العاصمة صوفيا يضم ما يقرب من 200 شركة أخرى، وذلك وفقاً لمكتب تسجيل شركات محلي. ولم يكن هناك أي علامة على وجود الشركة.

وكان المحامي فلاديمير كوزمانوف، الذي قال إنه يمثل الشركة، موجوداً في المقر لكنه أحجم عن الرد على الأسئلة وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”. وحُذف محتوى موقع “نورتا غلوبال” على الإنترنت الخميس.

واحتوى الموقع في وقت سابق على إصدارات باللغات الإنجليزية والبلغارية والنرويجية، وكان يعلن عن خدمات تشمل الاستشارات والتكنولوجيا والتوظيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في الموقع على الإنترنت وفقاً لنسخ منه قبل التعديل “هل تبحث عن شركة مرنة لمساعدتك على النجاح أو العثور على الحل التكنولوجي المناسب لك؟ لا تبحث أكثر”.

ويقيم رينسون خوسيه، مؤسس “نورتا”، في النرويج. وأحجم عن التعليق على واقعة أجهزة “البيجر” بعد التواصل معه هاتفياً وأنهى المكالمة عندما سئل عن أنشطة الشركة في بلغاريا. وقال جيرانه في ضاحية هادئة في أوسلو إنهم لا يعرفون الكثير عنه.

وقال أمون غوف، الرئيس التنفيذي لشركة “دي أن ميديا” ​​حيث يعمل خوسيه حالياً، إنه على علم بالتقارير وأبلغ الشرطة وأجهزة الأمن. وقال إن خوسيه مسافر إلى الولايات المتحدة.

وأضاف غوف “نأخذ تلك الأمور بجدية”. وقالت شرطة أوسلو إنها بدأت “تحقيقات أولية بخصوص المعلومات التي استجدت”.

وقال جهاز الاستخبارات الداخلية النرويجي إنه على علم بالوضع وأحجم عن التعليق أكثر من ذلك. ولا يوجد دليل على وجود صلة بين “دي أن ميديا” ​​و”نورتا”.

 

أسئلة بلا إجابة

قال أحد الجيران إن بارشون أركيدياكونو من شركة “بي أي سي كونسلتينغ” أخلت شقتها في بودابست الأربعاء. وذكر مراسل “رويترز” الذي كان حاضراً هناك إن الباب كان مفتوحا جزئياً الأربعاء لكنه أُغلق صباح الخميس. ولم يرد أحد على جرس الباب.

وقال مصدر أمني لبناني إن جماعة “حزب الله” كانت تظن أنها طلبت أجهزة “البيجر” من شركة “غولد أبولو” وأنها تُنتج في آسيا وليس في أوروبا. وأضاف أن “حزب الله” رأى أن من الأسهل كثيراً على جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) العمل في المجر.

وأشار إلى أنه “من المحتمل أن يكون الموساد أنشأ شركة أوروبية”.

استجواب رئيس شركة “غولد أبولو”

واستجوب ممثلو الادعاء في تايوان في وقت متأخر من مساء أمس الخميس رئيس ومؤسس شركة أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” المرتبطة بالتفجير في لبنان، ثم أطلق سراحه في وقت لاحق.

وقال رئيس شركة “غولد أبولو” ومؤسسها هسو تشينغ كوانغ، ومقرها تايوان، إن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في الهجوم بل صنعتها شركة “بي أي سي”، ومقرها بودابست، والتي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.

وأحجم هسو تشينغ كوانغ عن الرد على أسئلة الصحافيين أثناء مغادرته أحد مكاتب الادعاء العام في تايبيه أمس الخميس. ولم يتم الرد على محاولات للاتصال بمكتب الادعاء العام قبل ساعات العمل اليوم الجمعة.

ولم يصدر الادعاء العام في تايبيه أي بيانات حتى الآن بشأن تحقيقاته في قضية “غولد أبولو”.

وشوهدت أيضاً امرأة تدعى تيريزا وو، وهي الموظفة الوحيدة في شركة تدعى “أبولو سيستمز” المحدودة، وهي تغادر المكتب في وقت متأخر أمس من دون أن تتحدث إلى الصحافيين.

وقال هسو تشينغ كوانغ هذا الأسبوع إن موظفة تدعى تيريزا كانت أحد الأشخاص الذين تواصل معهم بشأن الصفقة مع شركة “بي أي سي”.

وتظهر سجلات الشركة أن تيريزا وو أسست “أبولو سيستمز” في أبريل (نيسان). ولم تتضح بعد طبيعة العلاقة بين شركتها وشركة “بي أي سي”.

وقالت الحكومة التايوانية إنها تحقق في ما حدث، وقامت الشرطة بعدة زيارات لمقر شركة “غولد أبولو”، في مكتب صغير ومتواضع بمدينة نيو تايبيه المجاورة للعاصمة.

subtitle: 
تايوان تستجوب رئيس شركة "غولد أبولو" ووزير الاقتصاد: مكونات الأجهزة لم تصنع لدينا
publication date: 
الجمعة, سبتمبر 20, 2024 – 04:15