This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p> بدا الديمقراطيون أكثر حدة حيال مقترح الرئيس الأميركي ووصفوه بأنه "مجنون" (أ ب)</p>
في حين أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة، ردود فعل غاضبة داخل العالم العربي، فإنها تثير قلقاً وترقباً داخل الولايات المتحدة. ويبدو أن حتى أقرب حلفاء الرئيس الأميركي منزعجون من خطته، بعدما كشف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الثلاثاء، عن رغبته في الاستيلاء على القطاع الذي دمرته حرب وحشية على مدار الأشهر الستة عشر الماضية.
فالسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والمعروف بقربه من ترمب، وصف المقترح بأنه “إشكالي”. وفي حين لم يعارض غراهام فكرة تهجير سكان القطاع إلى دول أخرى في المنطقة وفق ما اقترح الرئيس الأميركي، وقال إنه “سيظل منفتحاً على المقترح”، فإنه استبعد أن يوافق الأميركيون على إرسال جنود أميركيين للسيطرة على قطاع غزة. وأضاف: “سنرى ما سيقوله العالم العربي، لكن كما تعلمون، سيكون ذلك مشكلة على العديد والعديد من المستويات”.
وعقب المؤتمر الصحافي لترمب ونتنياهو الثلاثاء، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً أكدت فيه موقف المملكة الثابت من قيام الدولة الفلسطينية. وقالت إن المملكة لن تقيم علاقات مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية، مؤكدة أن موقف المملكة في هذا الصدد ثابت لا يتزعزع، و”ليس محل تفاوض أو مزايدات”. كما جددت الخارجية السعودية موقف المملكة الرافض للاستيطان وضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين. وأضافت أن السعودية أوضحت موقفها من الحقوق الفلسطينية للإدارة الأميركية الحالية والسابقة. وأكدت أن واجب المجتمع الدولي هو رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وأعربت مصر والأردن عن رفضهما بشأن تصريحات ترمب المتكررة حول تهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة للبلدين. والإثنين، أرسل خمسة وزراء خارجية عرب إضافة إلى حسين الشيخ مستشار الرئيس الفلسطيني “رسالة مشتركة” إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، جددوا فيها رفضهم لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.
جنون وخلل
وبدا الديمقراطيون أكثر حدة حيال مقترح الرئيس الأميركي ووصفوه بأنه “مجنون” و”مفلس أخلاقياً”. فالسناتور الديمقراطي الرفيع تيم كين، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، وصف مقترح ترمب بأنه “مختل” و”مجنون”، قائلاً إن إرسال قوات أميركية إلى المنطقة “مغناطيس للمتاعب”. وأضاف: “لا أعرف من أين جاء هذا، لكن يمكنني أن أقول لكم… إن ذلك لن يحظى بالكثير من تعبيرات الدعم من الديمقراطيين أو الجمهوريين هنا”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار السيناتور الجمهوري توم تيليس، إلى “خلل” هذا المقترح. وعندما طُلب من تيليس توضيح الأمر، قال: “من الواضح أن هذا لن يحدث. لا أعرف تحت أي ظرف قد يكون منطقياً حتى بالنسبة لإسرائيل. الآن، إذا كانت إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة أن تأتي وتقدم بعض المساعدة لضمان عدم تمكن حماس من فعل ما فعلته مرة أخرى، فأنا موافق. لكن تولينا للسلطة يبدو وكأنه أمر مبالغ فيه بعض الشيء”.
عند سماع تصريحات ترمب، قبض السناتور الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي كريس كونز، على وجهه في حالة من الصدمة بحسب صورة نشرتها الشبكة الأميركية، قائلاً إنه لا يجد الكلمات للتعبير عما يمكن قوله. وأضاف “يمكنك أن تقول إنني مذهولاً”، واصفاً خطة ترمب بالقول “هذا جنون”.
وكانت النائبة الأميركية من أصل فلسطيني رشيدة طليب، وهي ديمقراطية من ميشيغان، أكثر صراحة، واصفة اقتراح ترمب بأنه “تطهير عرقي” و”هراء متطرف”.
دعم جمهوري
أعلن ترمب عن اقتراحه عقب اجتماع ثنائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يزور واشنطن حالياً. وقال إن الولايات المتحدة تنوي تولي “ملكية طويلة الأجل” لقطاع غزة الممزق بالحرب، بعد أن قال في وقت سابق إن الفلسطينيين ليس لديهم خيار ولن “يريدوا” العودة إلى المنطقة بعد الحرب بين إسرائيل و”حماس”. وأردف ترمب في حديثه عن غزة: “سنمتلكها. سنستولي على هذه القطعة ونطورها ونخلق الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”، مضيفاً إنها قد تصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، في إشارة إلى المدينة الفرنسية. وصف نتنياهو الخطوة بأنها شيء من شأنه أن “يغير التاريخ”. وقال إنها اقتراح “مفيد” ويجب دراسته.
ومع ذلك، أعرب بعض المشرعين الجمهوريين في الكونغرس عن دعمهم لتصريحات ترمب. وكان النائبان نانسي ماس وريتشارد هدسون، من بين المؤيدين للاقتراح. وكتبت هدسون على حسابها بمنصة “إكس”: “لن يتوقف الرئيس ترمب أبداً عن العمل لضمان السلام التاريخي والدائم!”.
يأتي عرض ترمب لتحويل غزة إلى “ريفييرا” الشرق الأوسط، بحسب وصفه، في لحظة حساسة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في 15 يناير (كانون الثاني) بين “حماس” وإسرائيل، حيث لا تزال إسرائيل تحاول إقناع قادة “حماس” بتسليم الرهائن الإسرائيليين ورفات أولئك الذين ماتوا أثناء احتجازهم لديها. وفي بيان لها، وصفت “حماس” اقتراح ترمب بأنه “وصفة لتوليد الفوضى والتوتر”، مضيفة: “شعبنا في قطاع غزة لن يسمح لهذه الخطط بالمرور”.