This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p class="rteright"> تعيين أوري ستاف نائب قائد الوحدة السابق قائداً لها بعد شهرين على استقالة قائدها يوسي شارئيل (الجيش الإسرائيلي)</p>
اعتبر ضباط سابقون في وحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية أن تعيين قائد جديد لها من “المنظومة نفسها التي فشلت في إحباط هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023″، “قرار فاشل”، بعد شهرين على استقالة قائد الوحدة الأكثر أهمية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
وقوبل تعيين أوري ستاف قائداً للوحدة الاستخباراتية خلفاً لقائدها المستقيل يوسي شارييل، بهجوم شديد من ضباط سابقين في الوحدة.
العمل الاستخباراتي
وبحسب هؤلاء، فإن تعيين قائد جديد للوحدة التي تشهد “أسوأ أزمة في تاريخها بعد فشل أكتوبر، يُعدّ خطوة غير كافية لإصلاحها، وترميمها”.
فالوحدة الاستخباراتية تحتاج وفق الضباط السابقين إلى “العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف كثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به”.
واعتبر أحد الضابط السابقين أن القائد الجديد للوحدة “فشل في التأثير في قائد الوحدة السابق يوسي شارئيل، ولم يجنب البلاد حصول الكارثة”، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر.
ورأى هؤلاء الضباط أن القائد الجديد للوحدة “مشارك في اتخاذ قرارات فاشلة أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه نتيجة الإخفاقات المتلاحقة”. وشدد الضباط الثلاثة على أن الوحدة “تحتاج إلى رجل استخباراتي والبناء من الصفر، وليس تعيين ستاف الذي تدرّج في المناصب التقنية داخل الوحدة”.
وتعتبر الوحدة 8200 الجزء الأهم من قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، وتعمل على جمع المعلومات وتطوير أدوات جمعها وتحليل البيانات ومعالجتها وإيصال المعلومات إلى الجهات المتخصصة.
القدرة على التنصت
وتأسست الوحدة في منتصف القرن الـ20، وتتميز بالقدرة على التنصت وفك التشفير بهدف إيصال المعلومات والتحذيرات إلى القيادة المركزية وهيئة الأركان.
لكن تلك الوحدة اعترفت على لسان قائدها السابق العميد يوسي شارئيل بالفشل في أداء مهمتها، قائلاً إنه فشل “كما كان متوقعاً مني مرؤوسي~ وقادتي، وتوقع مني مواطنو الدولة، في الحصول على المعلومة الذهبية حول هجوم السابع من أكتوبر”.
وأشار شارئيل ضمن خطاب استقالته في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى أنه “بعد التحقيقات الأولية، أطالب بتحمل مسؤولياتي الشخصية، ونقل واجباتي إلى القائد المقبل”. وشدد شارئيل على ضرورة تشكيل “لجنة تحقيق حكومية للكشف عن كل جوانب القصور وتحديد المسؤولين وفهم ما حدث قبل وأثناء وبعد هجوم أكتوبر”.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض تشكيل لجنة تحقيق عامة للتحقيق في أوجه الإخفاق في منع هجوم السابع من أكتوبر، وفي قصور المؤسسات الإسرائيلية في التعامل مع الهجوم. وتابع أن “الاعتذار وحده ليس كافياً لمعالجة الإخفاقات بل المطلوب إجراء مراجعة شاملة”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سد الشواغر
ويُعدّ شارئيل المسؤول الرفيع الثاني في قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” الذي يستقيل من منصبه منذ بداية الحرب، بعد استقالة رئيس الشعبة اللواء أهرون هليفا.
ورأى الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور أن تعيين قائد جديد للوحدة 8200 الاستخباراتية يأتي “ضمن سلسلة تعيينات أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي خلال الأيام الماضية”. ووفق منصور، فإن الحرب “مستمرة وستتواصل وستطول، ولذلك لا بد من سد الشواغر التي تركها قادة الجيش المستقيلون، واستبدال بعض القادة الآخرين”، وأشار إلى أن ذلك “غير قابل للتأجيل حتى انتهاء الحرب”.
وأوضح منصور أن التعيينات الجديدة “تشجعها النجاحات في اغتيال قادة ’حزب الله‘ اللبناني، مما منح الثقة للاستخبارات العسكرية، ودفعها إلى التصرف بصورة طبيعية وتجاهل إخفاق السابع من أكتوبر في ظل غياب لجنة تحقيق رسمية”. وأضاف أن “عدم تحديد مسؤوليات الفشل يجعل قادة الجيش لا يشعرون بأنهم مدانون”، مردفاً أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “يريد إجراء تغييرات في الجيش حتى يفوت الفرصة على نتنياهو في تعيين مسؤولين من تياره اليميني المتطرف”.
فشل في قراءة المعلومات
وأشار منصور إلى أن الوحدة 8200 هي “المسؤولة عن التجسس والتنصت على المكالمات الهاتفية، لذا تعتبر أكثر المؤسسات التي فشلت في إحباط هجوم السابع من أكتوبر”.
وعن الانتقاد لتعيين قائد الوحدة الجديد، قال إنه “لا يحق لقيادة جيش فشلت في إحباط الهجوم، تحديد الوجهة المستقبلية للجيش ووحداته الحساسة”، مضيفاً أن القائد الجديد وفق من يرفضونه “من المنظومة نفسها التي كانت جزءاً من الخلل والإخفاق”.
واعتبر الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية عنان وهبة أن الفشل في إحباط هجوم السابع من أكتوبر “لا يعود لقلة المعلومات ونوعها، لكن للفشل في قراءتها وتحليلها بعد جمعها”. وبحسب وهبة، فإن “المؤشرات والبيانات حول الاستعداد لهجوم حركة ’حماس‘ كانت موجودة لكن تم الإخفاق في تحليلها ووضعها في الصورة الأوسع”. وتابع أن الفشل في إحباط هجوم السابع من أكتوبر مشابه للفشل في حرب عام 1973، على رغم توافر مؤشرات ومعلومات بإعداد مصر وسوريا لها.
ولا تكشف إسرائيل عن اسم قائد وحدة 8200 في العادة، لكن الأوضاع غير العادية التي تمر بها إسرائيل، أدت إلى تسريب اسمه إلى العلن.
وتعود أولى خطوات تأسيس الوحدة لفترة الانتداب البريطاني، وكانت تسمى “وحدة التحصيل المركزية”، إذ كانت حينها كيانات عدة تسعى إلى جمع المعلومات وفك التشفير.
الوحدة 515
وتعتمد الوحدة على التطور التقني والبعد السيبراني بهدف تحقيق تفوق استخباراتي على كل مستويات نظام الأمن الإسرائيلي بما فيه الحربي والسياسي.
وفي نهاية عام 1948، اندمجت تلك المجموعات وأُسست الوحدة 8200، وبعد خمسة أعوام انتقل مقرها إلى معسكر غليلوت قرب تل أبيب وتغيّر اسمها إلى الوحدة 515.
وخلال حرب يونيو (حزيران) عام 1965 اعترضت الوحدة مكالمة مهمة بين الرئيس المصري جمال عبدالناصر والعاهل الأردني الحسين بن طلال.
وقبيل حرب عام 1973، فكت الوحدة تشفير رسالة مفادها “بأن القوات السوفياتية أجلت مواطنيها من مصر وسوريا عقب معرفتها باستعداد الجيشين للحرب على إسرائيل”.
لكن قيادة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي لم تنقل هذه المعلومة إلى هيئة الأركان العامة للجيش ووزير الدفاع، لذا فقدت أهميتها.
وتدير الوحدة 8200 قاعدة عسكرية كبيرة في صحراء النقب، “قاعدة أوريم”، وتُعدّ من أكبر القواعد المخصصة للتنصت في العالم، وتستطيع مراقبة وسائل التواصل كافة بما فيها المكالمات والبريد الإلكتروني وغيرهما في دول الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا.