This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p>محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر (رويترز)</p>
سيطرت حال من الجدل خلال الساعات الأخيرة في ما يخص مستقبل نجم ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر محمد صلاح، بعد تصريحاته الصادمة عقب مباراة فريقه أمام ساوثهامبتون التي انتهت بفوزهم بنتيجة (3-2) ضمن الجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وسجل صلاح (32 سنة) في مرمى ساوثهامبتون هدفين ليقلب النتيجة لمصلحة فريقه بعد تأخرهم بنتيجة (2-1)، ليعزز صدارتهم لترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 31 نقطة من 12 جولة إذ حقق الفوز في 10 مباريات وتعادل في واحدة وتلقى هزيمة.
وقال صلاح عقب المباراة في تصريحات للصحافيين، “أنا أشعر بأنني خارج ليفربول أكثر من داخله في الموسم الجديد، تعلمون أنني بالنادي منذ سنوات ولا يوجد ناد مثل هذا، لكن في النهاية الأمر ليس بيدي، كما قلت من قبل، نحن في ديسمبر تقريباً ولم أتلق أي شيء يتعلق بمستقبلي في النادي حتى الآن”.
وفي رده على سؤال في شأن شعوره بخيبة أمل لعدم تلقيه أي عرض من ليفربول، قال صلاح، “بالطبع نعم، أعشق الجماهير وهي تحبني، في النهاية الأمر ليس بيدي أو بيد الجماهير، دعونا ننتظر ونرى، لن أعتزل قريباً وأركز على اللعب هذا الموسم مع محاولة الفوز بلقب الدوري الممتاز، وأتمنى الفوز بدوري أبطال أوروبا أيضاً، أشعر بخيبة أمل لكن سنرى ما سيحدث”.
وأردف صلاح، “أنا لاعب محترف، الجميع يمكنه رؤية انضباطي في العمل، أحاول فقط الاستمتاع بكرة القدم، وسألعب على أعلى مستوى لأطول فترة ممكنة، أبذل قصارى جهدي لأن هذه شخصيتي وأحاول تقديم أقصى ما لدي من أجل نفسي ومن أجل النادي، سنرى ما سيحدث لاحقاً”.
وعكست تصريحات صلاح مدى الخلافات بين اللاعب وإدارة ليفربول في الوقت الحالي، وإن وجدت المفاوضات فهي تشهد بعض العثرات التي توقف الطرفين للوصول إلى اتفاق من أجل الإعلان عن التجديد بصورة رسمية.
ودائماً كان محمد صلاح ووكيله رامي عباس يعرفان الوقت الجيد للحديث عن أمور التجديد، وقد ظهر ذلك كثيراً خلال فترة التجديد عام 2022 في العقد الذي يستمر حتى نهاية الموسم الحالي، والذي يترقبه كثير من الأندية الأوروبية للانقضاض على مفاوضات ضم نجم ليفربول إذ أشارت بعض التقارير إلى رغبة برشلونة في التعاقد معه في صفقة انتقال حر الصيف المقبل.
وهذه ليست المرة الأولى في الموسم الحالي التي يتحدث بها صلاح عن مستقبله، لكنها المرة الثالثة التي يلمح خلالها لوجود أزمة في تجديد عقده من أجل الاستمرار في ليفربول، وكان يخرج دائماً عقب تقديم أداء مميز مع الفريق في منافسات الدوري الإنجليزي.
تمكن محمد صلاح في مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد في الجولة الثالثة، من تسجيل هدف وصناعة هدفين لزميله لويس دياز في المباراة التي انتهت بنتيجة (3-0)، ليخرج عقب اللقاء ويلمح آنذاك إلى أن هناك أزمة في سير مفاوضات تجديد عقده مع النادي.
وقال صلاح في تصريحات في الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، “هذا الموسم الأخير لي في عقدي مع نادي ليفربول، أريد الاستمتاع هنا، والنادي لم يتحدث معي في شأن التمديد، لذلك سألعب وأركز مع الفريق في موسمي الأخير، وسنرى ما سيحدث في نهاية الموسم”.
وكان المدير الفني لليفربول آرني سلوت، قال عقب نفس المباراة عن صلاح، “هو واحد من الفريق وأنا سعيد بوجوده، أنا لا أتحدث عن عقود اللاعبين، ولكنني من الممكن أن أتحدث عن الأداء لساعات”.
وفي هذا التوقيت ظهرت أن المفاوضات بين الطرفين لم تصل إلى نقطة التقاء بسبب سياسة ليفربول في تجديد تعاقد اللاعبين الذين يتخطى عمرهم الـ30، بألا يكون العقد المبرم يتخطى العام الواحد وهو ما يرفضه صلاح ووكيله.
وعاد صلاح مرة أخرى ليزيد الجدل حول تصريحاته التي تثبت عدم التقدم في المفاوضات بين الطرفين، وذلك بعد مباراة برايتون ضمن الجولة الـ10، وسجل قائد منتخب مصر في هذه المباراة هدف الفوز في اللقاء الذي انتهى بفوز ليفربول بنتيجة (2-1).
ووجه نجم ليفربول آنذاك رسالة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” إلى جماهير النادي، قائلاً “قمة الدوري الإنجليزي هو المكان الطبيعي للنادي، لا شيء أقل من ذلك، كل الفرق تفوز بالمباريات ولكن هناك بطلاً واحداً في النهاية، وهذا ما نريده، وشكراً لكم على تشجيعكم، بغض النظر عما يحدث، لن أنسى أبداً شعور التسجيل في ملعب أنفيلد”.
وحملت رسالة صلاح بعض التلميحات التي دبت القلق في قلوب جماهير ليفربول، خصوصاً كلمات “بغض النظر عما يحدث”، وهو ما يعكس كيف تسير الأمور مع إدارة النادي الإنجليزي.
وعلى رغم عدم وصول الطرفين إلى نقطة التقاء، فإن صلاح واصل التألق في الموسم الحالي، وأصبح الأكثر مساهمة مع فريقه إذ سجل 12 هدفاً، وصنع 10 آخرين خلال 18 مباراة في جميع المسابقات.
وعلى مستوى الدوريات الخمسة الكبرى، هو رابع أكثر لاعب مساهمة بالأهداف برصيد 16 مساهمة، بعد مهاجم بايرن ميونيخ الألماني هاري كين صاحب الـ21 مساهمة، ولاعب آينتراخت فرانكفورت عمر مرموش بـ18 مساهمة، والمهاجم البولندي في صفوف برشلونة الإسباني روبرت ليفاندوفسكي بـ17 مساهمة.
وعلى رغم أن تصريحات صلاح عقب مباراة ساوثهامبتون لا تشير إلى أن هناك مفاوضات بين الطرفين، ولكن خرجت بعض التقارير التي تؤكد أن هناك محادثات بين إدارة النادي الإنجليزي ورامي عباس.
وقالت شبكة “ذا أثليتك” البريطانية، إن هناك مفاوضات متقدمة بين وكيل صلاح وإدارة ليفربول بالفعل ولكن لا يزال هناك بعض البنود التي تحتاج إلى الوصول على اتفاق يرضي الطرفين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الصحافي الإنجليزي جيمس بيرس المتخصص في أخبار ليفربول، “تصريحات صلاح تحمل شقين، بها بعض الضغط على إدارة ليفربول ولكنها تكشف أن هناك خلافاً بين الطرفين أثناء المفاوضات، ولكن حديثه عن عدم تلقي عرض رسمي هذا صحيح لأنه ليس هناك أي عرض مكتوب حتى الآن تقدم له ووكيله”.
وتعرض محمد صلاح لبعض الهجوم من نجوم ليفربول السابقين، على رأسهم جيمي كاراغر الذي قال عبر قناة “سكاي سبورتس”، “إذا استمر محمد صلاح ووكيله الحديث ونشر بعض التغريدات الغامضة فسيكون تصرفاً أنانياً، وهذا يعني أنه يفكر في نفسه وليس في النادي”.
ولكنه يحظى بدعم كبير من بعض النجوم أيضاً، أمثال روبي فاولر وإيان راش اللذين يدعمان صلاح ويطالبان النادي بتجديد عقده ببنود ترضي اللاعب خصوصاً مع قيمته الفنية خلال الموسم الحالي.
وقال فاولر على أداء صلاح في تصريحاته، “لا يزعجني كسر صلاح لأرقامي خلال الفترة الأخيرة، أنا لا أتخيل أن يلعب في ناد إنجليزي غير ليفربول، وعدم ترشيحه لجائزة الكرة الذهبية مزحة”.
ويذكر أن صلاح بهدفيه في مرمى ساوثهامبتون في لقاء السبت الماضي، تمكن من الوصول إلى الهدف رقم 300 في تاريخه مع الأندية، إذ سجل مع المقاولون العرب المصري 12 هدفاً، وبازل السويسري 20 هدفاً، وتشيلسي الإنجليزي هدفين، وفيورنتينا الإيطالي تسعة أهداف ومواطنه روما 34 هدفاً، ومع ليفربول 223 هدفاً.