This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p>طائرة مدنية تقترب من مدرج مطار بيروت فوق أعمدة الدخان المتصاعدة جراء غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت (أ ف ب)</p>
قتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال السبت، وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية على بلدة في شرق لبنان، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أن القتلى الستة ينتمون جميعاً إلى العائلة نفسها. وقالت وزارة الصحة في بيان إن الغارة الإسرائيلية على قرية الخريبة أدت إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال يبلغ أحدهم ثلاث سنوات، وإصابة أحد عشر آخرين بجروح من بينهم خمسة أطفال إثنان منهم بحال خطرة.
معارك البر
في المقابل، أعلن “حزب الله” السبت أنه استهدف دبابة إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية وكانت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال الحزب الموالي لإيران في بيان إن مقاتليه استهدفوا “دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
من الصباح وحتى المساء
وفيما باتت الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان تتبلور في صياغات، استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية جديدة ف يوقت سابق السبت الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب ما أظهرت مقاطع البث المباشر في وكالة الصحافة الفرنسية، وذلك بعد غارات سابقة طاولت المنطقة في الصباح.
وأظهرت لقطات خدمة البث المباشر في “الصحافة الفرنسية” الدخان يتصاعد فوق أبنية في الضاحية الجنوبية شبه الخالية من السكان.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الغارات الجديدة استهدفت الشياح وبئر العبد وبرج البراجنة.
وقبيل ذلك حدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي المناطق الثلاث في منشور على منصة “إكس”، داعياً السكان إلى إخلائها. وأشار إلى أنهم موجودون “قرب منشآت ومصالح تابعة لحزب الله”.
وخلال الصباح، استهدفت سلسلة غارات منطقة حارة حريك بعد إنذار أصدره الجيش الإسرائيلي لإخلائها.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أن “العدو” نفذ ثلاث غارات، بينها واحدة قرب بلدية حارة حريك. وأوضحت أن “الغارة الأولى على حارة حريك أدت إلى تدمير عدد من المباني وأضرار في المحيط”.
كثفت إسرائيل غاراتها على معاقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وشرقه.
وفي جنوب لبنان، شنت سلسلة غارات على مدينة صور، إذ أفادت الوكالة الوطنية بأنها “استهدفت حي الآثار ما أدى إلى تدمير مبنيين وتضرر مجموعة أبنية”. ويقع الحي المذكور قرب منطقة تضم مواقع أثرية.
وتضم المدينة مواقع أثرية مهمة ومدرجة على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (يونيسكو).
كذلك، استهدفت غارات قرى في قضاء صور وفي منطقة الخيام.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل مسعفين أحدهما يعمل في الهيئة الصحية التابعة لـ”حزب الله” والثاني في كشافة الرسالة التابعة لحركة أمل حليفة الحزب.
وغادر معظم السكان الضاحية التي كان يقطنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقاً للتقديرات، منذ بدء إسرائيل شن غارات مكثفة عليها في نهاية سبتمبر (أيلول)، لكن عديداً منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقد منازلهم ومتاجرهم.
من جانبه، أعلن “حزب الله” استهداف مواقع عسكرية داخل إسرائيل من بينها قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غربي حيفا ومقر قيادة كتيبة المشاة في ثكنة راميم قرب الحدود في شمال إسرائيل.
وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد “حزب الله” من المناطق المحاذية لها في جنوب لبنان للسماح لنحو 60 ألف نازح بالعودة إلى منازلهم في شمال الدولة العبرية.
إنذارات
وصباح اليوم السبت، هدد الجيش الإسرائيلي المتواجدين في مبانٍ حددها في خريطتين في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية. وطلب في التهديد إخلاء المباني والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر.
ميدانياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على قرى في جنوب لبنان وبلدة لبايا في البقاع الغربي.
جنوباً، استهدفت سلسلة غارات بلدات عربصاليم، العباسية، صير الغربية، عدلون، ومحيط بلدات باتوليه، عين بعال، وعيتيت.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدتي شمع ومجدل زون في جنوب لبنان.
وتحدثت أنباء عن سقوط إصابات في بلدة برج رحال (جنوب) جراء غارات إسرائيلية فجر اليوم السبت.
جهود دولية
على وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، قال مسؤول لبناني إن السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفاً أنها عرضت “مقترحاً أميركياً من 13 نقطة”.
في المقابل، أفادت مصادر دبلوماسية في بيروت أمس الجمعة، بأن الورقة الأميركية التي تسلمها لبنان والهادفة إلى وقف الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب، مكونة من نحو 13 بنداً، أكثرها جدلية بند يعطي للطرفين “حق الدفاع عن النفس”. ويخشى لبنان تحول هذا البند إلى “حرية الحركة” التي طالبت بها تل أبيب ورفضتها بيروت.
ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح، غير أنه أوضح أنه “في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان”، مضيفاً أنه “سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود”.
من جانبه، قال مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، علي لاريجاني، أمس الجمعة، إن إيران ستدعم أي قرار يتخذه لبنان للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، في إشارة إلى أن طهران تتطلع إلى وقف الصراع الذي تسبب في ضربات قوية لجماعة “حزب الله” حليفتها في لبنان.
وجاءت تصريحات لاريجاني خلال زيارة لبيروت في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف للمناطق التي تسيطر عليها جماعة “حزب الله” في المدينة لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد تزامن مع مؤشرات إلى تحرك في الاتصالات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار.
واجتمع بري مع لاريجاني الجمعة. وخلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه مع بري، قال لاريجاني، رداً على سؤال في شأن ما إذا كان يزور بيروت لتقويض مقترح الهدنة الأميركي “نحن لا نسعى إلى تخريب أي شيء”.
وتابع “نسعى إلى حل المشكلات. ندعم الحكومة اللبنانية في جميع الظروف، ومن يعرقلون (الأمور) هم نتنياهو وجماعته”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال دبلوماسي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه يرى أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، معبراً عن أمله في التوصل إليه.
ويمثل هذا الجهد الدبلوماسي محاولة أخيرة من جانب الإدارة الأميركية قبل انتهاء ولايتها للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، في الوقت الذي تبدو فيه الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة متعثرة تماماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول القوى العالمية إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يكون مستنداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين “حزب الله” وإسرائيل في 2006. وتلزم بنود القرار “حزب الله” نقل عناصره وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود.
ومن النقاط الشائكة الرئيسة في محادثات وقف إطلاق النار مطلب إسرائيل بالاحتفاظ بحرية التصرف إذا خرقت جماعة “حزب الله” أي اتفاق، وهو المطلب الذي يرفضه لبنان. وشدد لاريجاني على أن “إيران تدعم أي قرار تتخذه الحكومة، بخاصة القرار 1701”.
مبان مدمرة
ودمرت ضربات إسرائيلية أمس الجمعة خمسة مبان أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحدها يقع بالقرب من تقاطع الطيونة وهو أحد أكثر التقاطعات المرورية ازدحاماً في بيروت، في منطقة تلتقي فيها الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها “حزب الله” بأجزاء أخرى من المدينة.
وأمكن سماع صوت صاروخ يقترب في لقطات مصورة تظهر الغارة الجوية قرب منطقة الطيونة. وتحول المبنى المستهدف إلى أنقاض وسط سحابة من الغبار امتدت إلى حرش بيروت، الحديقة الرئيسة في المدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته هاجمت مخازن ذخيرة ومقرات وبنى تحتية أخرى لـ”حزب الله”. وقبيل أحدث الضربات الجوية قال الجيش الإسرائيلي إنه أصدر تحذيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص المباني المستهدفة.
ويواصل “حزب الله” إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويخوض عناصره معارك مع القوات الإسرائيلية في الجنوب.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يندد بشدة بمقتل 12 من المسعفين في هجوم إسرائيلي قرب بعلبك في سهل البقاع الخميس.
وكتب على تطبيق “إكس”، “الهجمات على العاملين بالرعاية الصحية ومنشآتها انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي”.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الجمعة إن 59 شخصاً قتلوا في هجمات إسرائيلية على لبنان الخميس، ليرتفع إجمالي القتلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي إلى 3445 في الأقل، فيما أصيب 14599 شخصاً.