This post was originally published on وطن
سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر
وطن – يبدو أن ساعة إنهاء الحرب في قطاع غزة قد دقت، ولكن ليس وفق عداد الشهداء الذي تجاوز 50 ألف قتيل، بل وفق حسابات واشنطن وبتوقيع دونالد ترامب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض بأجواء هادئة. الحرب التي دخلت يومها 465 لم تحسم عسكريًا، لكنها دفعت جميع الأطراف إلى طاولة التفاوض، حيث تتحدث مصادر عن تقدم كبير في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في غزة.
الاحتلال الإسرائيلي، رغم دمار القطاع بالكامل، لم ينجح في تحقيق أهدافه، ولم يصل إلى المحتجزين في أنفاق غزة. اليوم، الجميع يتحدث عن وقف إطلاق النار، ولكن بقرار من ترامب وليس من نتنياهو، الذي يتراجع تدريجيًا عن شروطه الصارمة. في السابق، أصر رئيس وزراء إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، لكنه اليوم يلين تحت الضغط الأمريكي، مما يشير إلى أن الاتفاق أصبح وشيكًا.
التسريبات تقول إن حماس تلقت مسودة الاتفاق النهائي، في الوقت الذي طلب فيه مكتب نتنياهو من وزرائه الاستعداد لاستقبال الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم قريبًا. وبحسب المعلومات، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني محكوم بالمؤبد، وهي خطوة تعكس مدى التنازلات التي يقدمها الاحتلال تحت الضغوط الدولية.
ترامب، الذي صرّح سابقًا أنه كان سيمنع اندلاع حرب أوكرانيا وهجوم 7 أكتوبر لو كان رئيسًا، لا يريد حروبًا جديدة في الشرق الأوسط تعكر عودته إلى الحكم. لذلك، فقد استخدم ثقله السياسي لدفع الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ملوحًا بجعل المنطقة جحيمًا إن لم يتم تنفيذ الصفقة.
لكن رغم الفرحة المحتملة بوقف القتال وعودة الأسرى، يطرح الشارع الفلسطيني أسئلة جوهرية: من سيعيد إعمار غزة بعد الدمار الهائل؟ ومن سيحاسب الاحتلال على المجازر التي ارتكبها؟ وهل سينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل أم سيحوّل القطاع إلى مستوطنات عسكرية دائمة؟
الإجابة عن هذه الأسئلة قد تأتي خلال الساعات أو الأيام المقبلة، بينما يترقب الجميع الإعلان الرسمي عن نهاية الحرب على غزة وفق حسابات ترامب وواشنطن، وليس وفق العدالة التي ينشدها أهالي الشهداء والمشردين.
-
اقرأ أيضا:
صفقة غزة تُربك إسرائيل.. انقسامات داخلية ونتنياهو في مأزق سياسي
ظهرت المقالة نهاية الحرب على غزة.. صفقة الأسرى بتوقيت ترامب أم بعدّاد الشهداء؟ أولاً على وطن. يغرد خارج السرب.