هل توافق سوريا على استضافة فلسطينيين من غزة؟

This post was originally published on الإندبندنت عربية

<p class="rteright">قال الشرع إن "الثورة انتهت بعد أن انتصرت، وإن سوريا لا تصدر الثورة" (أ ب)</p>

تتواصل ردود الفعل المعترضة على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تحدث خلالها عن تهجير سكان قطاع غزة، وتكرار مطالبته الأردن ومصر ودولاً أخرى باستضافة الفلسطينيين، إذ قال مجدداً إنه يود “أن تستقبل مصر أشخاصاً، وأود أن يستقبل الأردن أشخاصاً أيضاً. نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص، ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل”.

سوريا… الخيار الثالث

وتحدث الرئيس الأميركي عن مصر والأردن ودول أخرى من دون أن يذكرها، فيما أوضحت مصادر مطلعة لـ”اندبندنت عربية” أن الدول الأخرى التي تحدث عنها ترمب تشمل محافظة الأنبار العراقية ومناطق سورية، ولفت مصدر سوري إلى أن المسؤولين الأميركيين يقترحون على الحكومة السورية الجديدة استضافة آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في مدن سكنية جديدة تُبنى ضمن مشاريع إعادة إعمار سوريا، كما أن الولايات المتحدة الأميركية ستسهم وتدعم عملية الاستقرار والازدهار الاقتصادي داخل البلاد.

من جهته، قال الباحث في مركز “أبعاد” للدراسات الصحافي السوري فراس فحام إن “طرح مثل هذه الفكرة، بمعنى إنشاء مخيمات للفلسطينيين في سوريا هو احتمال وارد، وهذا أمر غير مستبعد، إذ إن ترمب شخصية من الصعب توقع كيفية تفكيرها، لذلك من الوارد تقديم طلب لسوريا لاستضافة لاجئين فلسطينيين”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المكان المناسب

أما الكاتب الصحافي الفلسطيني إبراهيم المدهون فيقول في تصريحات خاصة، إن “سوريا لن تقبل هذا الطرح، ولن توافق على استقبال فلسطينيين من غزة، ولقد رأينا أن الأردن ومصر رفضتا الطلب الأميركي وكذلك سوريا سترفض مثل هذا الطلب، لأن المكان المناسب لأهالي غزة هو أرضهم داخل قطاع غزة، وتهجيرهم غير ممكن ومرفوض ولن يتم”، وأضاف المدهون “لا شك أن تصريحات ترمب تحمل أبعاداً استراتيجية عميقة ولا ينبغي التقليل من شأن ما يطرحه، هو ليس مجرد سياسي يطلق تصريحات عبثية بل رجل أعمال ذو رؤية بعيدة المدى، يعكف على صياغة مخططات تستند إلى حسابات طويلة الأمد، وعلى رغم أن أفكاره قد تبدو لبعض خيالية أو غير قابلة للتنفيذ، فإنه يتبنى قناعات راسخة ويبذل كل جهد لتحقيقها مهما بدت صعبة أو مستحيلة، وما يطرحه في شأن غزة ليس مجرد فكرة عابرة بل جزء من رؤية استراتيجية تنطوي على تهجير قسري أو طوعي للسكان، بهدف السيطرة على غزة وإعادة بنائها تحت إشراف الولايات المتحدة”.

الأنبار… على طاولة ترمب

مصدر عراقي فضل عدم الكشف عن اسمه، قال في تصريحات خاصة لـ”اندبندنت عربية” إن “إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب درست بالفعل إمكانية استضافة العراق لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة، والاقتراح الموجود هو محافظة الأنبار، والتى اختيرت لأسباب عدة أبرزها المساحة الجغرافية الواسعة إضافة إلى التركيبة السكانية القريبة من أهالي بلاد الشام عرقياً وطائفياً”.

هل تقبل سوريا استضافة فلسطينيين؟

منذ إسقاط نظام بشار الأسد تحدث المسؤولون السوريون علناً عن أن بلادهم “لا تريد حرباً أخرى، ولن تشكل تهديداً لأحد”، كما سبق أن قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن “الثورة انتهت بعد أن انتصرت، وإن سوريا لا تصدر الثورة”، أما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فلم تبد سوريا أي موقف علني من أي طرف، واكتفت بمطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي تحتلها داخل الجنوب السوري، وبما أنها لم تتخذ موقفاً معادياً لإسرائيل فهذا لا يعني على الإطلاق أنها ترغب بالتحالف معها على حساب الفلسطينيين، وإذا عرض عليها استضافة فلسطينيين ربما توافق بشروط أولها رغبة هؤلاء الفلسطينيين بالانتقال إلى سوريا، أما مسألة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سوريا فيرى مراقبون أن دمشق سترفضه.

subtitle: 
تحدث ترمب عن مصر والأردن ودول أخرى من دون أن يذكرها
publication date: 
الأربعاء, فبراير 5, 2025 – 20:30