وداعًا فرنسيس.. البابا الذي قال “فلسطين” حين صمت العالم

This post was originally published on وطن

سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر

وطن – في صباحٍ باكر من أبريل، خفت الصوت الذي كان يهمس كل أحد: “السلام، الرحمة، العدالة”. رحل البابا فرنسيس، أحد أكثر الشخصيات الدينية تأثيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية المعاصر. لكن رحيله لم يكن مجرد نهاية لدور بابوي، بل ختام لرحلة رجل اختار أن يكون إنسانًا قبل أن يكون قائدًا.

فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية، حمل اسمه تيمنًا بالقديس “فرنسيس الأسيزي” — الفقير، الثائر، العاشق للطبيعة والبشر. وفي كل خطوة من مسيرته، بدا وكأنه يقول: “أنا هنا لأخدم، لا لأحكم”.

وقف البابا فرنسيس في وجه المال والفساد داخل الفاتيكان، وواجه ضغوطًا من داخل الكنيسة نفسها، حين ألغى السرية البابوية في قضايا التحرش، ومنح النساء أدوارًا قيادية، وفتح أبواب الكنيسة لمن همشهم المجتمع — لا ليبررهم، بل ليحتضنهم.

لكن الأهم من كل ذلك، كان صوته حين ذكر فلسطين من قلب الفاتيكان، وصرخ باسم غزة حين ساد الصمت. لم يكن محايدًا، بل واضحًا في كلماته عن الظلم والاحتلال.

في ظهوره الأخير، ورغم المرض، دعا للسلام في غزة، وطلب الرحمة لأطفالها، لا لنفسه. لم يمت في القصر الرسولي، بل اختار أن يُدفن في كنيسة “سانتا ماريا ماجوري”، حيث اعتاد أن يصلي بصمت فجرًا، بعيدًا عن العدسات.

ورحل بلا موكب، بلا استعراض، كما عاش تمامًا.
فرنسيس لم يكن قديسًا خارقًا، بل إنسانًا ثقيلًا بالمعنى، خفيفًا على الأرض.

ترك وراءه إرثًا إنسانيًا يعيد تعريف معنى الزعامة الروحية في زمن القسوة والانقسام، وأثبت أن البابا قد يكون صوتًا لفلسطين، كما هو صوت للفقراء.

  • اقرأ أيضا:
“سيموتون قبل عيد الميلاد”.. نائبة بريطانية مرعوبة على عائلتها المحاصرة داخل إحدى كنائس غزة

ظهرت المقالة وداعًا فرنسيس.. البابا الذي قال “فلسطين” حين صمت العالم أولاً على وطن. يغرد خارج السرب.