This post was originally published on الإندبندنت عربية
<p class="rteright">ترمب يدلي بتصريحات جديدة بعد عودة للمكتب الرئاسي في البيت الأبيض (أ ف ب)</p>
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى مكتبه في البيت الأبيض ليباشر مهامه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لا يعلم متى ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ليس واثقاً من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرئيس ترمب إنه غير واثق من وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”، والذي بدأ أول من أمس الأحد، لكنه أشار إلى أن القطاع في حال دمار كامل ولا بد من إعادة إعماره بصورة مختلفة “بعد قتل معظم قيادات (حماس) فيه”.
الحرب الأوكرانية
وفي شأن الحرب الروسية – الأوكرانية أكد الرئيس الأميركي أنه سيلتقي بوتين، لكنه أشار إلى أن موعد اللقاء لم يتحدد بعد. وأضاف أنه سيحاول إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن.
واعتبر أن بوتين “يدمر روسيا” برفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا، موضحاً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد التوصل الاتفاق لإنهاء الحرب.
كندا وغرينلاند و”الناتو” وكوبا
وقال ترمب إن الولايات المتحدة في حاجة إلى السيطرة على غرينلاند لضمان الأمن الدولي، منبهاً إلى أن إدارته تدرس فرض رسوم في نطاق 25 في المئة على المكسيك وكندا في أول فبراير (شباط) المقبل.
من ناحية أخرى اعتبر ترمب أنه على حلف شمال الأطلسي (الناتو) دفع مزيد من الأموال وأن ينفق خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمال على الدفاع.
ومن داخل البيت الأبيض وقع الرئيس الأميركي على أمر ألغى بموجبه قرار رفع كوبا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
منظمة الصحة العالمية
ومن بين سلسلة القرارات التي اتخذها سيد البيت الأبيض وقع على أمر انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، إذ أكد أن المنظمة أساءت التعامل مع جائحة كورونا وغيرها من الأزمات الصحية الدولية.
وأضاف أن المنظمة لم تتصرف بمعزل عن “التأثير السياسي غير المناسب للدول الأعضاء فيها”، وطالبت “بمدفوعات باهظة على نحو غير عادل” من الولايات المتحدة لا تتناسب مع المبالغ التي قدمتها دول أخرى أكبر مثل الصين.
“تيك توك”
ووقع الرئيس ترمب أمراً بتأجيل حظر تطبيق المقاطع المصورة القصيرة “تيك توك” الذي كان من المقرر إغلاقه في الـ19 من يناير الجاري.
وأمر وزير العدل بعدم اتخاذ أي إجراء في شأن “تيك توك” لمدة 75 يوماً.
عفو رئاسي
ووقع الرئيس الأميركي على عفو رئاسي عن المشاركين في اقتحام مقر الكونغرس (الكابيتول) خلال السادس من يناير (كانون الثاني) عام 2021، حين حاول مناصرون له منع التصديق على نتائج انتخابات 2020.
وأصدر ترمب عفواً عن نحو 1500 من أنصاره الذين هاجموا مبنى الكونغرس قبل أربعة أعوام، بينما تحرك سريعاً لفرض إرادته على الحكومة بعد ساعات فقط من استعادة الرئاسة أمس الإثنين.
واستهل الرئيس الأميركي كلمته وأنهاها بالتأكيد على عمل إدارته للإفراج عن باقي الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، إذ استقبل عدداً من أسرهم خلال التجمع نفسه.
وأكد ترمب توقيعه على أوامر تنفيذية تشمل “وقفاً موقتاً للتعيينات، وإلزام الموظفين الاتحاديين بالعودة إلى العمل حضورياً، وإلغاء نحو 80 أمراً تنفيذياً للإدارة السابقة، وتوجيه أعضاء الإدارة بحشد الصلاحيات للتغلب على التضخم، وإنهاء الرقابة الحكومية على حرية التعبير، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ”.
تجميد المساعدات الخارجية
وأمر ترمب بوقف المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يوماً في انتظار تقييم مدى فاعليتها واتساقها مع السياسة الخارجية لواشنطن.
ونص الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي على أن “جميع رؤساء الإدارات والوكالات المسؤولة عن برامج المساعدات الإنمائية الخارجية للولايات المتحدة يجب أن يوقفوا على الفور الالتزامات الجديدة وصرف أموال المساعدات الإنمائية”.
دعوى
وفي خطوة لافتة، رفع مدافعون عن حقوق المهاجرين والحقوق المدنية، بما في ذلك الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، دعوى قضائية على أمر تنفيذي يمنع الحصول على الجنسية بالولادة وقعه ترمب بعد توليه منصبه أمس الإثنين.
وقال النشطاء الحقوقيون في بيان وصفوا فيه الأمر بأنه غير دستوري، “رفع مدافعون عن حقوق المهاجرين دعوى قضائية على إدارة ترمب في شأن أمرها التنفيذي الذي يسعى إلى تجريد بعض الأطفال المولودين في الولايات المتحدة من جنسيتهم الأميركية”.
الشرق الأوسط
من جانبه تعهد مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف العمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام. وقال في كلمة له أمام أنصار ترمب، “سنواصل العمل على تنفيذ وعد الرئيس بإطلاق سراح كل الرهائن في غزة”. وأكد أنه سيعمل على تنفيذ رؤية الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، موضحاً أنها تقوم على احترام سيادة الدول، والتأكيد أن التنمية الاقتصادية تمثل جسراً للسلام، وأن لكل دولة الحق في تقرير مصيرها.
“عصر ذهبي”
أعلن دونالد ترمب بعد تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة أنه سيضع حداً لمرحلة “أفول” بلاده، واعداً بـ”عصر ذهبي” بدأ.
وأصبح ترمب البالغ 78 سنة الرئيس الأميركي الأكبر سناً لدى دخوله البيت الأبيض في ولايته الثانية. وأقسم على نسخة من الكتاب المقدس ورثها من والدته على “حماية الدستور”، في مراسم جرت داخل قبة “الكابيتول”، الموقع نفسه الذي اجتاحه أنصاره في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 محاولين منع الكونغرس من التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات.
وقال ترمب أمس الإثنين خلال خطاب القسم، “عصر الولايات المتحدة الذهبي بدأ الآن”، مضيفاً “من اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وستُحترَم في كل أرجاء العالم”، معتبراً أن “مرحلة أفول الولايات المتحدة انتهت”. واعتبر أن “الله أنقذه ليعيد لأميركا عظمتها”، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها.
وأكد في الخطاب كل العناوين التي سبق له أن تحدث عنها. فأعلن أنه سيطرد “ملايين المجرمين الأجانب” الذين يقيمون بطريقة غير نظامية في الولايات المتحدة، قائلاً “أولاً سأعلن حالة طوارئ وطنية عند حدودنا الجنوبية. سنوقف كل عملية دخول غير قانونية، وسنبدأ عملية إعادة ملايين من الأجانب المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها”. وقال، “سأباشر على الفور إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأميركية. بدلاً من فرض ضرائب على مواطنينا لإثراء دول أخرى، سنفرض رسوماً جمركية وضرائب على دول أجنبية لإثراء مواطنينا”.
وسارع المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس إلى التعليق، قائلاً إن الاتحاد الأوروبي مستعد “للدفاع عن مصالحه” إذا اقتضت الضرورة.
وقال ترمب في خطابه إن “أزمة التضخم ناجمة عن إنفاقات مفرطة إلى حد بعيد وارتفاع أسعار الطاقة، لذا سوف أعلن عن حالة طوارئ وطنية، وسوف نحفر ونحفر يا أحبائي”، مستعيداً شعاراً اعتمده في هذا السياق خلال حملته الانتخابية.
وفي بيان صدر عن البيت الأبيض فور انتهاء أداء اليمين أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة أن ترمب “سينسحب من اتفاق باريس للمناخ”.
ووعد ترامب بـ”زرع العلم الأميركي” فوق كوكب المريخ. وأضاف أن الولايات المتحدة “ستستعيد” قناة بنما، مؤكداً أن الصين سيطرت على هذا الممر المائي الحيوي. وقال “لم نعطها (القناة) للصين، بل أعطيانها لبنما. وسنستعيدها”. ولم يستبعد ترمب في السابق استخدام القوة ضد بنما. كذلك أكد أن السياسة الأميركية الرسمية ستعترف فقط “بجنسين ذكور وإناث”.
وتقام مراسم التنصيب عادة في الهواء الطلق، لكنها جرت هذه السنة خلافاً للبروتوكول داخل مبنى الكابيتول بسبب موجة البرد التي تجتاح البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووصل ترمب مع زوجته ميلانيا إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض لحضور مراسم دينية تشكل الانطلاقة الرسمية لمراسم التنصيب. ورحب به بايدن الذي كان اتخذ قبل دقائق من مغادرته السلطة قراراً غير مسبوق في تاريخ الممارسة السياسية في الولايات المتحدة. فأصدر “عفواً مسبقاً” عن أفراد في عائلته يمكن ان يتعرضوا لملاحقات قضائية بضغط من الجمهوريين.
وكان بايدن أصدر عفواً مماثلاً عن مجموعة من الشخصيات التي قد تتعرض في رأيه “لملاحقات قضائية غير مبررة”، من بينها مارك ميلي الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الأميركي المعروف بانتقاده اللاذع لترمب، وأنتوني فاوتشي، المستشار الخاص السابق للبيت الأبيض لشؤون كورونا، فضلاً عن برلمانيين شاركوا في التحقيقات في شأن هجوم “الكابيتول”.
وندد ترمب بعد انتهاء مراسم التنصيب بهذه القرارات، واصفاً إياها بأنها “قرارات عفو عن أشخاص مذنبين جداً جداً في جرائم خطرة جداً”.
وحضر المراسم الرؤساء الأميركيون السابقون بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما. كما كان حاضراً رئيس مجموعة “ميتا” مارك زوكربيرغ ومؤسس شركة “أمازون” جيف بيزوس وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك المقرب جداً من ترامب.
وأحيطت المراسم بتدابير أمنية استثنائية بعد تعرض ترمب لمحاولتي اغتيال هذا الصيف، فنصبت سواتر عالية على امتداد 48 كيلومتراً ونُشر 25 ألف شرطي.
وبعد خطاب القسم حضر الرئيس الجديد العرض التقليدي الذي كان يفترض أن يجري على جادة بنسيلفانيا، غير أنه نقل هذه المرة إلى قاعة حفلات، على أن يختتم النهار بحفلات راقصة.
وكان ترمب ألقى بعد خطابه الرسمي خطاباً آخر مطولاً ومرتجلاً أمام أنصاره الذين كانوا تجمعوا في قاعة أخرى من “الكابيتول”. وجدد فيه التأكيد أن خسارته في عام 2020 أمام جو بايدن كانت “مزورة”، ووعد بالتحرك من أجل أنصاره الذين حكم عليهم بالسجن بعد اقتحامهم “الكابيتول” في يناير 2021.
ويحظى ترمب بغالبية ضئيلة في الكونغرس، وبمحكمة عليا باتت يمينية بعد التعيينات التي أجراها في ولايته الأولى، ويسيطر بصورة تامة على الحزب الجمهوري، واختار وزراءه ومستشاريه بناءً على معيار جوهري هو ولاؤهم له.