This post was originally published on وطن
سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر
وطن – مع سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يتساءل الجميع: من سيتحمل فاتورة إعادة الإعمار؟ الدمار الذي خلفته الحرب المستمرة لأكثر من 15 شهرًا تجاوز كل التوقعات، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن إعادة بناء غزة قد تتطلب ما بين 40 إلى 80 مليار دولار.
مشاهد الدمار التي وثقتها الصور الجوية تكشف حجم الكارثة. أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض تنتشر في القطاع، ويحتاج إزالتها وحدها إلى 10 أشهر على الأقل، بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار. ومع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لغزة بأكثر من 80% العام الماضي، فإن التمويل المحلي لإعادة الإعمار يبدو مستحيلاً، ما يدفع القطاع للاعتماد بالكامل على الدعم الخارجي.
إعادة إعمار المنازل والمستشفيات والبنى التحتية المدمرة تتطلب جهودًا استثنائية، مع توقعات بأن قطاع الصحة وحده سيحتاج إلى حوالي 15 مليار دولار لاستعادة خدماته الأساسية. ومع ذلك، فإن إطلاق مشاريع إعادة الإعمار يتوقف على عدة عوامل، أهمها استقرار وقف إطلاق النار وإنشاء آليات دولية تضمن حوكمة فعالة لتدفق الأموال.
الدول الخليجية، خاصة السعودية والإمارات وقطر، من المتوقع أن تكون في طليعة المساهمين، ولكن العبء كبير لدرجة تجعل من الصعب على أي دولة تحمله بمفردها. تشير التقديرات إلى أن أي مشاركة خليجية ستكون مشروطة بعوائد استثمارية وتوسيع النفوذ الإقليمي.
الدول المانحة الأخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قد تُضغط للمساهمة، خصوصًا في ظل تصاعد الدعوات الدولية لإعادة إعمار غزة كوسيلة لتحقيق استقرار إقليمي ومنع عودة الصراع. ومع ذلك، فإن هذه الدول تتخوف من تكرار سيناريوهات سابقة شهدت تعثر مشاريع الإعمار نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حصاره للقطاع.
التحديات ليست مالية فقط. تقارير تشير إلى وجود قنابل غير منفجرة تحت الركام ومنازل مفخخة، ما يجعل عودة النازحين محفوفة بالمخاطر. هذه العقبات اللوجستية قد تعيق إطلاق المشاريع الكبرى، إلى جانب الحاجة إلى شراكات دولية للإشراف على التنفيذ وضمان الشفافية.
في النهاية، فإن إعادة إعمار غزة ليست مجرد عملية بناء، بل اختبار للالتزام الدولي بإعادة الحياة إلى القطاع المدمر. هل ستلتزم الدول المانحة بوعودها؟ أم سيبقى القطاع يعاني تحت وطأة الحصار والدمار؟
-
اقرأ أيضا:
دمار غير مسبوق في غزة: إعادة الإعمار قد تستغرق عقودًا بعد وقف الحرب
ظهرت المقالة من سيدفع فاتورة إعادة إعمار غزة؟ تكلفة باهظة وأعين على دول الخليج أولاً على وطن. يغرد خارج السرب.