ما سبب اختفاء علب التروس اليدوية؟ وأين أملنا؟

This post was originally published on عرب اوتو

سيتم إعادة توجيهك قريبًا إلى موقع الناشر

لِعُلب التروس اليدوية منزلة خاصّة في قلوب عُشاق القيادة (شاهد تجربتنا لـ تويوتا جي آر كورولا الممتعة)، ولكن تناقص السيارات المُزودة بعلب تروس يدوية ليس بسر، ووفقًا لدراسة أجرتها J.D. Power عام 2021، تبيّن أن 2% فقط من السيارات التي بيعت في السوق الأمريكي كانت مزودة بناقل حركة يدوي، مقارنة بـ 35% في بداية الثمانينات!

إنه تغيّر واضح جدًا، ولا نشك بأن الأسواق العالمية تُلاحظ أيضًا غياب علب التروس اليدوية، فما الأسباب؟

في البداية يتوجب الأخذ بالأسباب التي دفعت علب التروس اليدوية للانتشار سابقًا، فقد كانت أخف، وأسرع، وأقل استهلاكًا للوقود، وأقل تعقيدًا وأسهل وأرخص للصيانة، كما كانت تُتيح تواصلًا أكبر بين السائق والسيارة، وتحكمًا أدق في ظروف القيادة المختلفة. لذا، فقد رسّخت علب التروس اليدوية مكانها في قلوب عشاق القيادة باعتبارها الخيار الأفضل.

علبة التروس اليدوية من شركة غيتراغ

لكن وفي حين بقي التصميم الأساسي لعلب التروس اليدوية كما هو “تقريبًا” على مر السنين، كانت علب التروس الأوتوماتيكية تتطور بشكل مُذهل، وجاءت القوانين البيئية ومتطلبات معدل الانبعاثات والضوضاء لتُضيف تحديات جديدة.
صار على المُهندسين تصميم علب تروس يدوية مع اختيار نسب التروس خاصة تحافظ على دورات منخفضة للمحرك عند سرعات معينة بُغية تقليل الضجيج، وهذا أمر يصعب تحقيقه في السيارات اليدوية مقارنة بالأوتوماتيكية.

دراسات وأرقام

فيما يتعلق بالانبعاثات، ووفقًا لدراسة نشرتها مجلة هندسة السيارات Journal of Automotive Engineering العام الماضي 2023، تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بـ 6% في السيارات المزودة بعلب تروس يدوية مقارنة بالأوتوماتيكية. ذلك بسبب العنصر البشري وعدم القدرة على ضبط النسب بشكل دقيق مقارنة بالأنظمة الإلكترونية الحديثة.

يؤكد ما سبق ما نشرته جامعة نانت الفرنسية بالتعاون مع رينو عام 2023، حيث خلصت الدراسة إلى أن تقليل مدة تغيير النسب بمعدل 20% يمكن أن يقلل استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 3-5% ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2-3 غرامات لكل كيلومتر. هذا أسهل تنفيذًا في علب التروس الأوتوماتيكية مقارنة باليدوية.
ثم هناك دراسة أجرتها رينو بالتعاون مع منظمة SAE Society of Automotive Engineers كشفت أن انبعاثات السيارات المزودة بعلب تروس يدوية تزيد بنسبة 8-10% مقارنة بالأوتوماتيكية عند القيادة في المناطق الحضرية الكثيفة.

النتيجة، تفوق علب التروس الأوتوماتيكية الحديثة، وعلب التروس مزدوجة التعشيق DCT فيما يتعلق بالانبعاثات والضجيج مقارنة بتلك اليدوية التقليدية… ولكن ماذا عن مُتعة القيادة؟

علبة التروس اليدوية MQ281 من فولكس واجن

وفقًا لدراسة أجراها موقع Automotive News العام الماضي، يفضل نحو 40% من عشاق السيارات في أسواق مثل أوروبا علب التروس اليدوية في السيارات “الرياضية”، في حين تتراوح النسبة في أسواق أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية ما بين 20 و 30%. أما في الولايات المُتحدة، فتُظهر البيانات أن نحو 50% من مبيعات بورشه 911 كاريرا GTS مزودة بعلبة تروس يدوية.

ما زال عشاق القيادة يفضلون التواصل المباشر مع سيارتهم، لكن القيود البيئية الصارمة التي تُصعِّب تلبية معايير الانبعاثات، والانخفاض التدريجي في الطلب على علب التروس اليدوية وقوفًا عند حقيقة أن معظم السائقين يفضّلون التشغيل المريح لعلب التروس الأوتوماتيكية دفع شركات عدّة بالتخلّي عن خيار علب التروس اليدوية بالكامل وتلافي كُلف تطويرها.

مع القوانين البيئية المُنتظرة، مثل لوائح “يورو 7” الأوروبية التي تفرض معايير صارمة على الانبعاثات في السنوات المقبلة، سيصبح الإبقاء على علب التروس اليدوية شبه مستحيل على مُعظم الشركات. إن العالم يتّجه لتقليل استهلاك الوقود الأحفوري، والسيارات الهجينة تستفيد بالمجمل من ناقل حركة بنسبة مستمرة التغير CVT، والسيارات الكهربائية لا تحتاج أصلًا لعلبة تروس. فما المُنجد؟

بصيص أمل

قد تكون عملية “المُحاكاة” التي أبتدعتها هيونداي مع الرائعة أيونك 5 ان (شاهد التجربة) خيارًا مقبولًا لمعظمنا، أما تويوتا فتحاول بالفعل تقديم سيارات كهربائية بعلبة تروس “يدوية الطابع”.

The post ما سبب اختفاء علب التروس اليدوية؟ وأين أملنا؟ first appeared on Arabs Auto.