This post was originally published on الإندبندنت عربية

<p>جموع حضرت إلى الفاتيكان لوداع البابا فرنسيس، في 25 أبريل الحالي (رويترز)</p>
ينهي الفاتيكان اليوم الجمعة الاستعدادات لجنازة البابا فرنسيس التي ستقام صباح غد السبت في ساحة القديس بطرس في روما، حيث يمكن للمصلين والسياح المرور أمام نعشه الذي سيكون مفتوحاً لليوم الأخير.
ومنذ الأربعاء توافد أكثر من 150 ألف شخص لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان البابا اليسوعي الأرجنتيني في بازيليك القديس بطرس في روما، وفق الفاتيكان. وبقيت الكاتدرائية مفتوحة طوال الليل تقريباً، لليلة الثانية على التوالي.
واصطف عشرات آلاف الأشخاص ساعات طويلة لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان البابا فرنسيس الذي سيغلق نعشه الجمعة في الساعة الثامنة مساءً، في مراسم سيحضرها الكرادلة.
وسيرأس الكاردينال كيفن فاريل الذي يدير شؤون الفاتيكان اليومية حتى انتخاب بابا جديد “طقوس إغلاق النعش”.
وصول الوفود الرسمية
وبدأت الوفود الرسمية تصل الجمعة إلى روما، ويرتقب أن يحضر 50 رئيس دولة و10 ملوك أكدوا حتى الآن مشاركتهم في جنازة البابا، من بينهم الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حين قدّرت السلطات الإيطالية أن عدد المشاركين سيكون نحو 200 ألف شخص.
وقالت ميشيل ألكايد (35 سنة) من الفيليبين وهي تنتظر دورها لإلقاء نظرة الوداع على البابا فرنسيس، “نحب البابا ونشعر ببركته عندما نراه للمرة الأخيرة”.
وصرح الإيطالي إيغو فيليتشي (53 سنة) “يا له من رجل عظيم! كان يحب الجميع، من كل ديانة، وكان لا بد من أن أحضر”.
إجراءات أمنية مشددة
واتخذت السلطات الإيطالية والفاتيكان في المنطقة المحيطة ببازيليك القديس بطرس إجراءات أمنية مشددة، مع نشر آلاف المتطوعين وعناصر إنفاذ القانون، ونظام مضاد للطائرات المسيرة، وقناصة على أسطح المنازل، وطائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع.
وستنشر نقاط تفتيش أمني إضافية مساء الجمعة، وفق ما أفادت الشرطة.
وسجي البابا في رداء أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة، ووضع النعش على المذبح الرئيس في البازيليك لكن من دون عرضه على منصة، نزولاً عند طلب صريح من خورخي بيرغوليو (اسم البابا قبل توليه سدة البابوية) الذي أوصى بطقوس جنائزية بسيطة ومتواضعة، في قطيعة مع التقاليد السائدة للباباوات.
وبدأ المؤمنون التجمع أمام النعش منذ الأربعاء، ولدى كل منهم بضع ثوان لإلقاء نظرة عليه.
ولليلة الثانية على التوالي، أبقى الفاتيكان أبواب بازيليك القديس بطرس مفتوحة ليتيح لمزيد من المؤمنين وداع البابا فرنسيس، وأُغلقت أبواب الكنيسة بين 2:30 و5:40 من فجر الجمعة.
وقالت نيكوليتا توماسيتي (60 سنة) التي زارت البازيليك في ساعات الصباح الأولى “كان الأمر مؤثراً جداً، وطلبت في صلواتي بعض الأمنيات من البابا وأعرف أنه سيستجيب لي”.
البابا المحبوب
وتوفي أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أميركا الجنوبية الإثنين في عيد الفصح عن 88 سنة، بعد أقل من شهر من خروجه من المستشفى في روما حيث كان يتلقى العلاج من التهاب رئوي حاد.
وعلقت الراهبة الإيطالية فيليبا كاسترونوفو (76 سنة) بعد إلقائها نظرة الوداع على البابا فرنسيس “كان الأمر بمثابة وداع والد” كان “يحبني وسيبقى يحبني أكثر من السابق”.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الفيليبيني آين ديلمونتي (35 سنة)، “لا بد لنا من دخول (البازيليك) مهما كلف الأمر”.
وكان البابا الذي كانت صحته تتدهور وطلب منه أطباؤه الحصول على راحة قصوى، تحدى توصياتهم بالظهور أمام المؤمنين في عيد الفصح.
وتوالت التعازي من كل أنحاء العالم في فرنسيس، البابا المصلح القوي الذي دافع عن الأشخاص الأكثر ضعفاً وتهميشاً خلال 12 عاماً أمضاها على رأس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.4 مليار كاثوليكي في العالم.
وقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعازيه للكنيسة الكاثوليكية الجمعة، بعدما كانت ردود الفعل على رحيله باردة إلى حد كبير في إسرائيل.
وقال الكاردينال الفرنسي فرنسوا-كزافييه بوستييو “من المذهل أن نرى كل هؤلاء الناس”، واصفاً البابا فرنسيس بـ”الرجل الشعبي”، ومشيراً إلى أنه “تفاعل رائع مع حبريته”.
وأكد الفاتيكان حضور 130 وفداً أجنبياً، بما في ذلك وفد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلاي، وولي العهد البريطاني الأمير وليام، ووصلت وفود كثيرة إلى روما الجمعة.
وأقلعت طائرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة باتجاه العاصمة الإيطالية في أول زيارة له إلى الخارج لمناسبة جنازة البابا فرنسيس، وسيبقى أقل من 24 ساعة في روما مع زوجته ميلانيا.
وحظر الفاتيكان الخميس التقاط صور السيلفي داخل البازيليك بغية تيسير تدفق الحشود، بعدما التقط بعض الأشخاص صوراً إلى جانب النعش.
بابا الفقراء
وبعد الجنازة، سينقل نعش البابا فرنسيس للدفن بحسب رغبته، في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما.
وقال الكرسي الرسولي إن مجموعة من الفقراء ستكون حاضرة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، مذكراً بأن الفقراء كانت لهم مكانة مميزة “في قلب وتعاليم الأب الأقدس، الذي اختار اسم القديس فرنسيس”.
وكشف وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي عن أن شاشات ضخمة ستنشر على امتداد المسار لمتابعة المراسم، مقدّراً عدد الحشود المشاركة فيها بنحو 200 ألف.
وأعلن الفاتيكان في بيان الحداد تسعة أيام على البابا فرنسيس، اعتباراً من السبت، يوم جنازة البابا الراحل.
وخلال فترة الحداد، ستقام مراسم مهيبة كل يوم في كاتدرائية القديس بطرس حتى الأحد، الرابع من مايو (أيار) المقبل.
الكونكلاف
وبعد الجنازة ستتجه كل الأنظار إلى الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 135 الذين تقل أعمارهم عن 80 سنة، والذين سيجتمعون في جلسات مغلقة لاختيار خليفة فرنسيس.
ولم يعرف بعد موعد بدء المجمع المغلق، لكن كاردينال لوكسمبورغ، جان-كلود هوليريش، وهو يسوعي كان مستشاراً مقرّباً من البابا فرنسيس رجح أن يبدأ الكرادلة مجمعهم في الخامس أو السادس من مايو، أي فور انتهاء فترة الحداد التي أعلنها الكرسي الرسولي.
وسيجتمع الكرادلة الذين بدأوا التجمع في روما من أنحاء العالم أجمع، في كنيسة “سيستينا” وسيجرون أربع جلسات انتخاب يومياً، اثنتين في الصباح واثنتين بعد الظهر.
ويعد الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين الذي كان الرجل الثاني في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس، المرشح الأوفر حظاً بحسب شركة المراهنات البريطانية “وليام هيل”، متقدماً على الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي، رئيس أساقفة مانيلا الفخري، وكاردينال غانا بيتر توركسن، ورئيس أساقفة بولونيا ماتيو تسوبي.